ابن الهيثم

حياة ابن الهيثم واثاره ووفاته


ابن الهيثم
هو أبو الحسن ابن الهيثم، وُلِدَ على الأرجح سنة 354 هـ (حوالي سنة 965م)، ونشأ بالعراق في البصرة تنقَّل بين البلدان ثم استقرَّ بالقاهرة وتُوفي بها أواخر عام 1039 عُني في أول نشأته بالتحصيل والإلمام بما وصل إليه العلم والفلسفة في عصره، والاطلاع على الكتب التي تتناول شتى العلوم، وقد ذاعت شهرته بنحو خاص في الأمور الفلسفية والمنطقية والعلوم الطبيعية.


عُرِفَ ابن الهيثم في عصره بأنه كان مهندسًا متفننًا في الأعمال الهندسية، وله كتاب في علم عقود الأبنية، وكتاب في المساحة، وكان من أكبر علماء العرب في الطبيعيات، والرياضيات، والطب، والفلسفة، والفلك.
كان رائدًا في علوم الفيزياء سبق علماء عصره إلى كثيرٍ من الآراء في علم البصريات، فأثبت بطلان النظرية اليونانية التي تقول بأن الرؤية تحصل من انبعاث أشعة ضوئية من العين إلى الجسم المرئي، وأثبت- عكس ذلك تمامًا- أن الرؤيةَ تحصل من انبعاث أشعة ضوئية من الجسم المرئي إلى العين، إذ تنفذ إلى داخلها فترسم على الشبكية، فينقل عصب الرؤية أثره من الشبكية إلى المخ في الدماغ...................






والحسن بن الهيثم أول مَن قال بأنه يمكن بالعدسة المحدبة رؤية الأشياء أكبر مما هي في الواقع، وهو كذلك أول مَن شرح تركيب العين، ووضح أجزاءها بالرسوم وأطلق عليها أسماءها التي تُعرف بها حتى الآن، مثل الشبكية، والقرنية، والسائل الزجاجي، والسائل المائي، وغيرها.
وقد اعتمد “كبلرعلى كُتب ابن الهيثم في دراسة انكسار الضوء، كما أنه سبق “فرانسيس بيكون” إلى اصطناع المنهج التجريبي القائم على المشاهدة والتجربة والاستقصاء.
وأشهر أعماله المناظر (أو علم الضوء)- صورة الكسوف- اختلاف منظر القمر- رؤية الكواكب- التنبيه على ما في الرصد من الغلط- تربيع الدائرة- أصول المساحة- أعمدة المثلثات- المرايا المحرقة بالقطوع- المرايا المحرقة بالدوائر- كيفيات الإظلال- رسالة في الشفق- شرح أصول إقليدس في الهندسة والعدد- الجامع في أصول الحساب- تحليل المسائل الهندسية- تحليل المسائل العددية.
ولابن الهيثم أكثر من 80 كتابًا ورسالة، عرض فيها لسير الكواكب والقمر والأجرام السماوية وأبعادها، ولقد اخترع الحجرة المظلمة في التصوير.
فلابن الهيثم حوالي 20 مخطوطةً في هذا المجال، وقد استخدم عبقريته الرياضية في مناقشة كثيرٍ من الأمور الفلكية، كما ناقش في رسائله بعض الأمور الفلكية مناقشة منطقية، عكست عبقرية الرجل من جانب، ومن جانبٍ آخر عمق خبرته وعلمه بالفلك، ومن أمثلة مؤلفاته:
ارتفاع القطب: وفيه استخرج ارتفاع القطب، وتحديد خط عرض أي مكان.
أضواء الكواكب: اختلاف منظر القمر.
ضوء القمر: وأثبت أن القمر يعكس ضوء الشمس وليس له ضوء ذاتي.
الأثر الذي في وجه القمر: وفيها ناقش الخطوط التي تُرى في وجه القمر، وتوصل إلى أن القمر يتكون من عدة عناصر، يختلف كل منها في امتصاص وعكس الضوء الساقط عليه من الشمس، ومن ثَمَّ يظهر هذا الأثر.
مقالة في التنبيه على مواضع الغلط في كيفية الرصد.
تصحيح الأعمال النجومية- ارتفاعات الكواكب، وغير ذلك كثير.
درس ابن الهيثم ظواهر انكسار الضوء وانعكاسه بشكلٍ مفصَّل، وخالف الآراء القديمة كنظريات بطليموس، فنفى أن الرؤية تتم بواسطة أشعة تنبعث من العين، كما أرسى أساسيات علم العدسات وشرَّح العين تشريحًا كاملاً. يعتبر كتاب المناظر Optics المرجع الأهم الذي استند إليه علماء العصر الحديث في تطوير التقانة الضوئية، وهو تاريخيًّا أول مَن قام بتجارب الكاميرا Camera، و هو الاسم المشتق من الكلمة العربية: “قُمرة” وتعني الغرفة المظلمة بشباك صغير.
الكتب التي قام بتأليفها: (كتاب المناظر- اختلاف منظر القمر- رؤية الكواكب- التنبيه على ما في الرصد من الغلط- أصول المساحة- أعمدة المثلثات- المرايا المحرقة بالقطوع- المرايا المحرقة بالدوائر- كيفيات الإظلال- رسالة في الشفق- شرح أصول إقليدس- مقالة في صورة‌ الکسوف- رسالة في مساحة المسجم المکافي- مقالة في تربيع الدائرة- مقالة مستقصاة في الأشکال الهلالية- خواص المثلث من جهة العمود- القول المعروف بالغريب في حساب المعاملات- قول في مساحة الكرة.
وفاته
اتخذ من غرفةٍ بجوار الجامع الأزهر سكنًا، ومن مهنة نسخ بعض الكتب العالمية موردًا لرزقه، هذا بخلاف التأليف والترجمة؛ حيث كان متمكنًا من عدةِ لغات، وتفرَّغ في سائر وقته للتأليف والتجربة؛ وذلك حتى وفاته في عام 1039م، وقد وصل ما كتبه إلى 237 مخطوطةً ورسالة في مختلف فروع العلم والمعرفة، وقد اختفى جزء كبير من هذه المؤلفات، وإن كان ما بقي منها أعطى لنا صورةً واضحةً عن عبقرية الرجل، وإنجازاته العلمية.

0 commentaires:

إرسال تعليق