كتاب عتاد الجهاد للشيخ احمد ديدات رحمه الله -Word

كتاب عتاد الجهاد للشيخ احمد ديدات رحمه الله -Word




عتـاد الجـهاد
خلاصة خمسين عاماً من البحث عن الحقيقة



أحمد ديدات


نقلها إلى العربية
على الجوهري


مقدمَة المترجمْ


الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ،
وبَعْد :
يشرفني أن أقَدِّمَ بين يَدَي القارئ الكريم الترجمة العربية لأهم وأحدث كتيب أصدره العلَّامة أحمد ديدات بعنوان : " COMBAT KIT "  ولقد آثرنا ترجمته إلى العربية بعنوان : " عتاد الجهاد " .
أيُّ عتاد ؟ وأيُّ جهاد ؟
إن العلَّامة ديدات لا يمتلك شيئاً سِوَى القدرة العقلية العبقرية الفَذَّة التي كرَّسها ووَهَبها للدفاع عن الدين الإسلامي الحنيف ، ووهبها لإثبات صحة عقائد الإسلام وشرائعه ، ووهبها لإثبات أن رسول الإسلام ، محمداً بن عبد الله ، النبيّ العربي عليه السلام هو بحق خاتم الأنبياء والمرسلين ، ولإثبات أن القرآن الكريم هو بحق الكتاب السماوي الذي أوحاه الله إلى نبي الإسلام عليه السلام ، لم تتبدل كلمات الله فيه ولم تتغير كما تبدلت وتغيرت كلمات الله في كتب سماوية سابقة زمنيا على الإسلام ، في وقت اشتد فيه التعتيم على حقائق الإسلام ، وتضافرت فيه جهود خصوم الإسلام لكي يتهجموا بالأباطيل والأوهام على عقائد وشرائع الإسلام .
وربما تبدو حقائق الإسلام للمؤمنين بالإسلام عقيدة وشريعة حقائق ثابتة ثبات الجبال الرواسي ، ولكن الأمر يختلف بالنظر إلى تهجم خصوم الإسلام بالأباطيل والأوهام ضد حقائق الإسلام ، ولكن الأمر يختلف أيضا بالنظر إلى قصور معرفة بعض المسلمين بحقائق الأديان مما يجعل تأثرهم بأباطيل خصوم الإسلام أمراً وارداً ينبغي أن يوضع في الحسبان . ولو كان الأمر قاصراً على المؤمنين الواعين المدركين لحقائق الإسلام لما كان الخطْبُ بحاجة إلى أي خطاب أو إلى أي كلام .
يحسبونها فرصة سانحة ! يحسب خصوم الإسلام أن الوقت قد حان ليحقق لهم الزمان كل ما راود أحلام خصوم الإسلام على مدار التاريخ من آمال وأوهام لكي ينالوا من عقائد ومن شرائع الإسلام !
ولقد جَرَّب خصوم الإسلام الحرب السافرة ، واعتدوا بجيوشهم وعتادهم على ديار الإسلام في حروب باغية غاشمة ، ولم يُجْدِهمْ احتلال أراضي المسلمين نفعاً فيما يتعلق بالقضاء على الإسلام عقيدة وشريعة .
وَجَرَّب خصوم الإسلام صنوف الجدل ، وأساليب المغالطة والشوشرة والتشنيع ، فلم تُجْدِهِمْ تلك الأساليب نفْعَاً . ولئن كان الاحتلال العسكري لأقطار المسلمين قد انقشع في مُجمله ، فإن الحرب الفكرية لا تزال مشتعلة الأوار ، يُعَلِّق عليها خصوم الإسلام أكبر الآمال ؛ ولكن الله جَّلت قدرته يُقيِّض للإسلام رجالا يدفعون عن الإسلام غارات خصوم الإسلام بكل ما تذخر بها هذه الغارات من أباطيل وأوهام . وكتاب " عتاد الجهاد COMBAT KIT  " للعلَّامة أحمد ديدات ينهض دليلاَ واضحا على صحة هذه الحقيقة يستحيل أن تخطئه الأنظار والأفهام .
القضايا التي يثيرها العلامة أحمد ديدات في مثل هذا الكتيب الصغير إنما هي قضايا بالغة الخطر ، عظيمة الأثر ؛ إذ أنها قضايا تتعلق بالدين الصحيح الذي ينبغي على إنسان القرن العشرين أن يدين به . وهنا ، وعلى وجه التحديد ، تكمن خطورة مؤلفات وكافة أوجه نشاط هذا المفكر الإسلامي الكبير ، العلّامة أحمد ديدات ، خصوصا أنه يكتب ويحاضر ويناظر مستخدما اللغة الإنجليزية التي يتكلمها ما لا يقل عن ثلثي سكان العالم بطلاقة وبلاغة ، وبهدوء وحكمة ، وبثبات وشجاعة منقطعة النظير ، فيظهر لنا في كتابه فهرساً مرتباً ترتيباً أبجدياً حسب بدايات الكلمات باللغة الإنجليزية فإذا وجدنا موضوعا مقدما وآخر مؤخراً فليس لأهمية الموضوع بل لأن بداية الكلمة من الحروف المتقدمة أو المتأخرة في حروف " A B C ….. "  .
وندعو الله العلي القدير أن يكون كتاب " عتاد الجهاد " مُجْديا في تمكين إنسان القرن العشرين من الاختيار عندما تتضح له الأخطاء والتناقضات والتخبطات الموجودة في التوراة والإنجيل ليتأكد أن كتاب الله بحق هو القرآن الكريم .
والله ولي التوفيق ؛
علي الجوهري




كَيفِيَّة اسْتخدَام " عَتاد الجهَاد "

في أتون معارك الحرب الصليبية المعاصرة التي تدور رحاها في عالم اليوم ([1]) ، أطلق العالم المسيحي صاروخاً من طراز ( أَسْكُود ، بضم الكاف أو فتحها ، أي أنهم أطلقوا العنان للكتاب المقدس The Bible ) مُترجَماً إلى ألفي لغة من اللغات المختلفة الموجودة بالعالم . لقد طبعوا بالفعل ونشروا كتابهم المقدس للعرب وحدهم في خمسة عشر مخطوط مقدس ، في خمس عشرة لهجة ؛ وتتضح هذه الحقيقة تمام الوضوح على الصفحة لتالية حيث قدمنا صورة ضوئية لنص مقدّس معين مطبوع ومنشور ، هو هو ذات النص بخمس عشرة لغة ولهجة من لهجات العالم العربي وحده . ذلكم أيها السادة هو " الإنجيل ذو الألسنة الكثيرة " .
وسيُمَكنك هذا الكتاب الصغير عندما يكون في متناول يدك أن تعترض مسار صاروخهم من طراز " أسكود " بصاروخ مضاد من طراز " باتريوت " ! ولتحقيق هذه الغاية من الضروري أن تقوم ببعض الجهد .
وأول شيء يلزمك هو أن تحصل على نسخة من الإنجيل ، ثم قم بلصق وتثبيت نسخة من هذا الكُتيب ( عتاد الجهاد ) بالغلاف الداخلي للكتاب المقدس . ثم استخدمها كفهرس . وتصفح هذا الفهرس الذي قمت بثبيته ، ثم … في الخطوة الثالثة اختر موضوعاً من موضوعات الفهرس .
ولنفترض كمثال على سبيل إيضاح طريقة استخدام هذا الكُتيب أنك قد تصفحت واخترت موضوع نكاح المحرّمات من الأقارب إذ أنك قد وجدته بصفحة 13 من الكتيب المستخدم كفهرس للكتاب المقدس . لقد وجدت كلمة INCEST ضمن عناوين هذه الصفحة الثالثة عشر من الكتيب . استحضر معنى نكاح المحرمات من الأقارب كاصطلاح فقهي في ذهنك كما هو الحال بالنسبة للنكاح المحرم بكل الشرائع بين الأب و … على سبيل المثال .
إنك ستجد تحت عنوان : نكاح المحرمات من الأقارب INCEST إشارة إلى سفر التكوين ( أول أسفار التوراة أو العهد القديم ) 19 : 33 – 35 ( أي الأصحاح التاسع عشر من سفر التكوين بالجمل رقم 33 ، 34 ، 35 ) . راجع الجمل المشار إليها في مكانها المشار إليه ثم ضع تحتها خطاً بالقلم الأحمر أو ضع عليها اللون الأحمر الخفيف . واكتب بالهامش العلوي للصفحة بالقلم الأحمر : " النكاح بين أب وابنتيه " . واكتب بالهامش السفلي لذات الصفحة المواضع الأخرى بالإنجيل التي تتصل بذات الموضوع مثل : " النكاح بين أم وابنها " : سفر التكوين 35 : 22 ثم اذهب إلى الجملة 22 من الأصحاح الخامس والثلاثين من سفر التكوين وضع خطاً أحمر تحتها ثم اكتب أيضاً المواضع الأخرى مثل : سفر التكوين 38 : 15 ، 16 ، 17 ، 18 ، وضع خطاً تحت هذه الجمل باللون الأحمر وهكذا كما سبق بيانه بالحالتين السابقتين . وهكذا تستطيع أن تواجه أيّ غارة يقومون بشنّها مستخدمين الإنجيل كسلاح رئيسي لها .
سل المبشر المسيحي المنصّر عندما يقترب منك ، سله عن تعريفه للنكاح المحرم بين أقرب الأقارب كالأب وبناته ، أو الأم وابنها ، أو الأخ وأخته ، وسله عن رأيه فيه . ساعده بشرح حرمته كما تعرفها ثم اطلب منه أن يفتح إنجيله الخاص به ، واطلب منه أن يقرأ الجمل التي سبق لك وضع اللون الأحمر عليها أو تحتها . سلهم عما إذا كانت أية عبرة أو عظة يمكن استنباطها من إدراج مثل هذه المعلومات بالإنجيل أو الكتاب المقدّس . سيتضح أنه لا توجد عبرة ([2]) ولا عظة . وهكذا يثبت ويتضح أن الكتاب المقدس كتاب غير أخلاقي .
ثم انْهَجْ هذا النهج بالنسبة للموضوعات الأخرى مثل : محمد صلى الله عليه وسلم مستخدماً قلماً كتابته باللون الأخضر . وبالنسبة للموضوعات الدالة على " التناقض CONTRADICTION " استخدم قلماً كتابته صفراء اللون . وهكذا يمكنك أن تحصل على نسخة خاصة بك من الكتاب المقدس ذات شفرة منظمة جاهزة لمواجهة أباطيل المبشرين المسيحيين .



من الكتاب المقدس
 " الإِنجيل بمختلف اللغات "
عيّنةٌ من بين 875 لغة
خمس عشرة ترجمة مقدسة للإخوة العرب وحدهم

يقدم المؤلف صورة ضوئية لنصوص من الإنجيل بذات صورتها الموجودة عليها بالكتاب المقدس الذي جرت ترجمته بجرأة منقطة النظير ودون مراعاة لوجود النص الأصلي أو اهتمام بإبرازه أو إمكانية لإبرازه ، ولكنهم لم يترددوا في طباعته ونشره بمئات اللغات وبخمس عشرة لهجة للعرب وحدهم ، وهي التي قدّم المؤلف صورة ضوئية لعيّنات منها ليثبت المؤلف أنه لم يكن مبالغاً أو مجانباً للحقيقة فيما ذكره عن وجود خمس عشرة ترجمة للإنجيل باللهجات العربية المختلفة أورد المؤلف صورة ضوئية لعيّنات منها كما وردت بالترجمة المطبوعة المنشورة للإنجيل بمختلف لهجات العرب : وهي بالترتيب الآتي من أعلى اليسار :
1-       اللغة العربية ، للعرب الناطقين بالعربية الفصحى عام 1871 م .
2-       اللغة العبرية ، لليهود العرب . عام 1892 م .
3-       اللهجة التونسية ، للعرب في تونس . عام 1903 م .
4-       اللغة السريانية ، لبعض العرب في سوريا . عام 1927 م .
5-       اللجة العربية الجزائرية : لبعض العرب الجزائر . عام 1930 م .
6-       لهجة أخرى جزائرية عامية لبعض العرب بالجزائر وتونس . عام 1933 م .
7-       لهجة عربية مصرية لبعض العرب في مصر ( علشان بدلاً من لأن ) عام 1940 م .
8-       لهجة عبرية أخرى ليهود المغرب العربي . عام 1932 م .
9-       لهجة عربية ملطية لأهل جزيرة مالطة . عام 1872 م .
10-  لهجة عربية مغاربية عامية للعرب في المملكة المغربية . عام 1932 م .
11-  لهجة عبرية مغاربية لبعض العرب في المملكة المغربية . عام 1920 م .
12-  لهجة عربية فلسطينية ( لا بأس من وضع الهمزة تحت الألف في كلمة مثل : إختي ) عام 1946 م .
13-  لهجة عربية سودانية ( لكم تصبح ليكم ) لجنوب السودان – عام 1955 م .
14-  طبعة مطبوعة بحروف لاتينية لواحدة من اللهجات – عام 1927 م .
15-  طبعة مطبوعة بحروف عربية ذات رسم خاص لبعض أنحاء تونس – عام 1911 م .
ويتساءل المؤلف : ما هو ردُّ المسلمين على هذا الهجوم المسيحي ([3]) الضاري ؟

 

عتاد الجهاد للعلامة أحمد ديدات


1- العرب وشبه الجزيرة العربية : ([4])
نجد بإنجيل النصارى ما يلي ([5]) :
(‌أ)   وحي من جهة بلاد العرب : يقول سفر أشعياء : " في الوعر في بلاد العرب تبيتين يا قوافل الفدّادين . هاتوا ماءً لملاقاة العطشان يا سكان أرض تَيْمَاء . وافوا الهارب بخبزه " . وطبعة كولينز الإنجليزية تُعَنْوِنْ هذا الجزء من التوراة بعنوان : العبء على الجزيرة العربية The Burden upon Arabia  والعبء دون ريب هو عبء تبليغ رسالة الله إلى عموم البشر حيث يصرح سفر أشعياء هكذا أن الله سبحانه وتعالى قد ألقى هذا العبء على كاهل العرب . ( أشعياء 21 : 13 - 14 ) .
(‌ب)  القرى التي يقيم قيدار بها : يقوم سفر أشعياء : " لترفع البرية ومدنها صوتها . الديار التي سكنها قيدار . لتترنم سكان سالع . من رؤوس الجبال ليهتفوا " … ( أشعياء 42 : 11 ) . ومن المعروف أن " قيدار " إنما هو عربي من نسل سيدنا إسماعيل عليه السلام ، وهو من أحد أجداد النبي صلى الله عليه وسلم .
(‌ج)  جاء بسفر حزقيال : " العرب وكل رؤساء قيدار هم تجار يدك بالخرفان والكباش والأعتدة . في هذه كانوا تجارك " . ( حزقيال 27 : 21 ) .
(‌د)   جاء بسفر التثنية إشارة إلى فتح مكة : " وهذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله نبي إسرائيل قبل موته . فقال جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من سعير وتلألأ من جبل فاران وأتى من ربوات القدس وعن يمينه نار شريعة لهم . ( ويلاحظ المترجم إذ يقارن الترجمة العربية لهذا النص بالترجمة الإنجليزية له أن الترجمة العربية قد أغفلت وأسقطت عن عمدٍ فيما نعتقد ، حتى لا يشير النص إلى فتح نبي الإسلام عليه السلام لمكة ، أغفلت الترجمة العربية لهذا النص وأسقطت تعبير : " ومعه عشرة آلاف قديس " ، وهو التعبير الذي يقابل قول النسخة الإنجليزية من الإنجيل : "
And  he came with ten thousand saints
" أسقطت الترجمة العربية هذا التعبير الموجود بهذا النص من سفر التثنية : هل حذفه مترجم الإنجيل إلى العربية عن عمدٍ حتى لا يشير النص إلى فتح مكة ؟ أم : هل ابتدعه مترجم الكتاب المقدس إلى الإنجليزية ؟ قارنوا الترجمة العربية مع الترجمة الإنجليزية بهذا الموضع ، وقولوا لنا : لماذا أسقط مترجم الكتاب المقدس إلى اللغة العربية عشرة آلاف قديس ؟ ولماذا أثبتهم وذكرهم مترجم الكتاب المقدس إلى اللغة الإنجليزية ؟ ألا ينقلان عن أصل واحد ؟ والموضع الذي نرجو المقارنة فيه بين الترجمة العربية والترجمة الإنجليزية هو : " سفر التثنية – الأصحاح 33 - الجملتان الأولى والثانية ) .
(هـ) وجاء بسفر التثنية : " فأنا ( الله ) أُغِيرُهُمْ ( أغيظ اليهود ) بما ليس شعباً ([6]) . بأمة غبية أغيظهم " . ( العرب في جاهليتهم ) . ( سفر التثنية 32 : 21 ) .

2- سيدنا إبراهيم :
هل تزوج من أخته سارة ؟
أ‌-     " فدعا فرعون أبرام وقال ما هذا الذي صنعت بي . لماذا لم تخبرني أنها امرأتك . لماذا قلت هي أختي حتى أخذتها لي لتكون زوجتي ([7]) . والآن هو ذا امرأتك ( سارة ) . خذها واذهب " . ( سفر التكوين 12 : 18 - 19 ) .
ب‌-        " وبالحقيقة أيضاً هي ( سارة ) أختي . ولقد وأصبحت زوجتي . " ( سفر التكوين 20 : 12 ) .
ولقد كانت هاجر زوجة لسيدنا إبراهيم ؟
 " وأعطتها ( أي أن سارة أعطت هاجر ) لإبرام رجلها زوجة له . " ( سفر التكوين 16 : 3 ) .
نبوءة لم تتحقق :
(أ‌)    " وأعطى لك ( يا إبراهيم ) ولنسلك من بعدك أرض غربتك كل أرض كنعان ( فلسطين ) ملكاً أبدياً . وأكون إلههم " . ( سفر التكوين 13 : 15 ) وأيضاً : ( سفر الخروج 32 : 13 ) . ولم يعطه ( لم يعط الله لسيدنا إبراهيم ) ولا مساحة قدم مربع واحد من أرض فلسطين ! وفقاً للنص التالي من التوراة الذي يناقض النص السابق من التوراة تناقضاً تاماً إذ يقول التوراة أيضاً .
(ب‌)   " ولم يعطه ( ولم يعط الله لسيدنا إبراهيم ) فيها ميراثاً ولا ([8]) وطأة قدم ولكن ( الله ) وعد أنه يعطيها ملكاً له ولنسله من بعده " . ( أعمال الرسل 7 : 5 ) .

3- خرافات غير معقولة :
هل يعقل أن تكون موجودة بالكتاب المقدس ؟
(‌أ)   الأتان الذي تكلم على نحو ما ورد بسفر العدد ( 22 : 27 – 28 ) : " فلما أبصرت الأتان ملاك الربّ ربضت تحت بلعام فحمى غضب بلعام وضرب الأتان بالقضيب ففتح الرب فم الأتان فقالت ([9]) لبلعام ماذا صنعت بك حتى ضربتني الآن ثلاث دفعات " . ( سفر العدد 22 : 27 - 28 ) .
(‌ب)    طيور تمشي على أربع : " وكل دبيب الطير الماشي على أربع فهو مكروه لكم " . ( الَّلاويين 11 : 20 ) .
(‌ج)  ولادة البنات تضاعف نجاسة الأمهات ! بعد أن ذكر الكتاب المقدس أنه بعد أن تلد المرأة ولداً تكون نجسة لمدة أسبوع يقول الإنجيل : " وإن ولدت أنثى تكون نجسة أسبوعين ([10]) كما في طمثها ثم تقيم ستة وستين يوماً في دم تطهيرها " . ( اللاويين 12 : 1 - 5 ) .
(‌د)   شمجر يقتل ست مائة من الفلسطينيين بمنساس بقرة : " وكان بعده شمجر بن عناة فضرب من الفلسطينيين ست مائة رجل بمنساس البقرة وهو أيضاً خلّص إسرائيل " . ( قضاة 3 : 31 ) .
(هـ) شمشون يقتل ألفاً من الفلسطينيين بفك حمارٍ : " ووجد ( شمشون ) لَحْىَ حمار طرياً فمدّ يده وأخذه وضرب به ألف رجل . فقال شمشون بلحي حمار كومة كومتين . بلحى حمار قتلت ألف رجل " . ( قضاة 15 : 15 - 16 ) .
(و) نمر له سبعة رؤوس : " ثم وقفت على رمل البحر فرأيت وحشاً طالعاً من البحر له سبعة رؤوس وعشرة قرون وعلى قرونه عشرة تيجان كقوائم دب وفمه كفم أسد وأعطاه التنين قدرته وعرشه وسلطاناً عظيماً " . ( رؤيا يوحنا اللاهوتي ) ( 13 : 1 - 2 ) .
(ز) أكل البراز وشرب البول : فقال لهم ربشافي هل إلى سيدك وإليك أرسلني سيدي لكي أتكلم بهذا الكلام . أليس إلى الرجال الجالسين على السور ليأكلوا عذرتهم ويشربوا بولهم معكـم " . ( سفـر الملوك الثاني 18 : 27 ) وأيضاً ( أشعياء 36 : 12 ) .
(ح) روث وفضلات بهائم على الوجوه : " هأنذا أنتهر لكم الزرع وأمدُّ الفرث على وجوهكم فرث أعيادكم فتنتزعون معه " . ( ملاخي 2 : 3 ) .
(ط) أكل الكعك المخبوز على البراز : " وتأكل كعكاً من الشعير على الجزء الذي يخرج من الإنسان تخبزه أمام عيونهم . وقال الرب هكذا يأكل بنو إسرائيل خبزهم النجس بين الأمم الذين أطردهم إليهم " . ( حزقيال 4 : 12 - 13 ) .
(ي) شمشون يمارس الزنى مع إحدى البغايا بمدينة غزة على صفحات الكتاب المقدس : " ثم ذهب شمشون إلى غزة ورأى هناك امرأة زانية فدخل إليها " . ( قضاة 16 : 1 ) .
(ك) " راعوث " تضاجع " بوعز " لينكحها ليلاً بتوصية من حماتها : " ومتى اضطجع فاعلمي المكان الذي يضطجع فيه وادخلي واكشفي ناحية رجليه واضطجعي وهو يخبرك بما تعملين " . ( سفر راعوث 3 : 4 ) .
(ل‌)  داود عليه السلام وقد بلغ أرذل العمر يضاجع فتاةً صغيرة في فراشه : " وشاخ الملك داود . تقدّم في الأيام . وكانوا يدثرونه بالثياب فلم يدفأ . فقال له عبيده ليفتشوا لسيدنا الملك على فتاة عذراء فلتقف أمام الملك ولتكن له حاضنة ولتضطجع في حضنك فيدفأ سيدنا الملك ففتشوا عن فتاة جميلة في جميع تخوم إسرائيل فوجدوا أبشيج الشونمية فجاءوا بها إلى الملك " ( سفر الملوك الأول 1 : 1 - 3 ) .

4- الخَمْرُ :
هل يعقل أن توجد مثل هذه النصيحة الشيطانية ؟
(أ) ألاَّ ينفق الملوك " كلَّ " أموالهم على الخمر والنساء ، مما يجيز إنفاق " بعضها " في هذين الغرضين . أما الفقراء فإن الإنجيل يقول بشأنهم : " أعطوا مسكراً لهالك . وخمراً لمرِّىِّ النفس . يشرب وينسى فقره ولا يذكر تعبه بعد " . ( سفر الأمثال 31 : 5 - 6 ) . ما معنى " الهالك " الذي يوصي الإنجيل بإعطائه مسكراً ؟ ومن هو مريُّ النفس ؟ وتستخدم الطبعة الإنجليزية للإنجيل ألفاظاً ومعاني أخرى ، لو ترجمناها إلى العربية لكانت كما يلي : " الخمر للناس الذين يموتون ولأولئك الذين يعيشون حياة بائسة . دعهم ليشربوا ولينسوا فقرهم وشقاءهم ! " ومَنْ من الناس لا يموت ؟ ومَنْ من الناس لا يعاني بؤس الحياة ؟ كل الناس يموتون . وكل الناس يمتزج البؤس بلحمة حياتهم وسُدَاها ! فليشرب الخمر بتوصية من الإنجيل كل الناس ( الذين يموتون ) ! وإن معظم الناس في الغرب المسيحي ليشربون ويَعُبُّون الخمر عبّاً ولا يستطيع أحدٌ أن يمنع السكير شرب الخمر التي أباحها لهم الكتاب المقدس !
(ب) وتوصية من القديس بولس بتفضيل الخمر على الماء : " لا تكن فيما بعد شرّاب ماء بل استعمل خمراً قليلاً من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة " . ( الرسالة الأولى إلى تيموثاوس 5 : 23 ) … ولكل إنسان معدة . وما أكثر أسقام البشر . ولو شرب كل ذي معدة خمراً مدعياً اعتلالها ، ولو شرب كل من يعاني سقماً خمراً ، أينجو أحد من خمر ؟ وماذا عساها أن تكون الخمر في حقيقة أمرها ؟
(ج) الخمر في حقيقة أمرها إنما هي من عمل الشيطان فيما يؤكد القرآن الكريم : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ، إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ) ( سورة المائدة : 90 - 91 ) .

5- قتل المرتد ولو كان من أقرب ذوي القربى :
 " وإذا أغواك سراً أخوك ابن أمك أو ابنك أو ابنتك أو امرأة حضنك أو صاحبك الذي مثل نفسك قائلاً نذهب ونعبد آلهة أخرى لم تعرفها أنت ولا آباؤك من آلهة الشعوب الذين حولك القريبين منك أو البعيدين عنك من أقصى الأرض إلى أقصاها فلا ترض منه ولا تسمع له ولا تشفق عينك عليه ولا ترق له ولا تستره بل قتلاً تقتله حتى يموت لأنه التمس أن يُطَوِّحَكَ عن الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية " . ( سفر التثنية 13 : 6 - 11 ) – هكذا دون استتابة أو تحرٍّ تأمر التوراة بقتل المرتد ويعيبون على الإسلام قتل المرتد في حين أن القرآن الكريم قد أورد ذكر المرتد بموضعين لم يأمر الله بقتله في أي منهما بل اختص الله نفسه بعقاب المرتد مما يوحى بأن عقابه يوم القيامة أفظع من القتل وأشد . وإذا كان ثمّة أحاديث نبوية توصي وتأمر بقتل المرتد حفاظاً على معنويات ومقومات الجماعة المسلمة فإن هذه مسألة فقهية تجتهد الشريعة الإسلامية عن طريق الاستتابة وتقدير ملابسات الحالة من وقوع ضرر أو عدم وقوعه وحدوث حرابة أو خيانة أو عدم حدوث ذلك لتخفيف ما يمكن تخفيفه من عقاب ، ما لم يكن الارتداد مؤكّداً مصحوباً بحرابة جماعة المسلمين مما يصل بمقترفة حدّ ما يسمونه بالخيانة العظمى .

6- أبناء الزّنى :
(أ) " لا يدخل ابن زنى في جماعة الرب حتى الجيل العاشر … " ( تث . 23 : 2 ) .
(ب) " ويسكن في أشدود زنيم … " ( زكريا 9 : 6 ) .
(ج) " ولكن إن كنتم بلا تأديب قد صار الجميع شركاء فيه فأنتم نغول لا بنون " . ( الرسالة إلى العبرانيين : 12 : 8 ) . وهكذا تقول رسالة القديس بولس إلى العبرانيين وهي من كتب العهد الجديد أنهم إن لم يخضعوا لما يلقيه إليهم من تعاليم وتأديب فإنهم في هذه الحالة يكونون نغولاً . والنغول هم أبناء الزنى . تهديدٌ وسبٌ وشتم في رسالة من الرسائل المدرجة بالكتاب المقدس !

7- الختان :
على الرغم من أن التوراة تنصُّ صراحة على وجوب الختان وتجعل منه دعامة العهد بين الله وبين سيدنا إبراهيم ، وبالرغم من أن المسيح عليه السلام نفسه كان قد ختن ، وعلى الرغم من أن المسيح لم يبح لنفسه نقض شريعة شيدنا موسى عليه السلام إلا أن القديس بولس قد أباح عدم الختان تملُّقاً للرومان الذين لم يكونوا يريدون الدخول في المسيحية هروباً من الختان ، فأباح لهم بولس عدم الختان دون أي اكتراث .
(أ) وتقول التوراة عن وجوب الختان : " يختتن ختاناً وليد بيتك والمبتاع بفضّتك فيكون عهدي في لحمكم عهداً أبدياً " . ( سفر التكوين 17 : 13 ) .
(ب) وتقول التوراة أيضاً عن الختان : " وأما الذّكر الأغلف الذي لا يختن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها ( يقتل ) . إنه قـد نكث عهدي " . ( سفر التكوين 17 : 14 ) .
ومن الضروري ههنا أن نورد نصاً من العهد الجديد يوضح كيف أباح بولس عدم الختان دون اكتراث ، وببساطة منقطعة النظير ، إذ اعتبر أن الختان مسألة شكلية يأخذ بها من يرغب في الختان فيختتن ، ولا يأخذ بها من يكره الختان فيجيز له بولس ببساطة ألا يختتن ! : " لأن اليهودي في الظاهر ليس هو يهودياً ، ولا الختان الذي في ظاهر اللحم ختاناً ، بل اليهودي في الخفاء هو اليهودي . وختان القلب بالروح لا بالكتاب هو الختان . الذي مدحه ليس من الناس بل من الله " . ( رسالة بولس إلى الرسول إلى أهل رومية ) . ولقد كان بولس يتحدث عن اليهودية كيهودي إذ لم تكن المسيحية قد اتضحت معالمها بعد ؟ ولكن بولس اجترأ بإجازة الختان معتبراً أن الختان الحقيقي إنما هو ختان الروح وليس " الختان الذي في ظاهر الحكم ختاناً ! " .. وكم من الأمم المسيحية اليوم لا يختتن رجالها نزولاً على رأي بولس ! .

8- كثيرٌ من التناقض :
(أ) " وعاد فحمى غضب الرب على إسرائيل فأهاج عليهم داود قائلاً امض واحص إسرائيل ويهوذا " . ( 2 صموئيل 24 : 1 ) . ويناقضه : " ووقف الشيطان ضد إسرائيل وأغوى داود ليحصي إسرائيل " . ( أخبار الأيام الأول 21 : 1 ) . والسؤال هو : من الذي أمر سيدنا داود عليه السلام أن يحصي بني إسرائيل الرب أم الشيطان ؟ .
(ب) " وهرب آرام من أمام إسرائيل وقتل داود من آرام سبع مائة مركبة وأربعين ألف فارس وضرب شوبك رئيس جيشه فمات هناك " . ( سفر صموئيل الثاني 10 : 18 ) . ويناقضه : " وهرب آرام من أمام إسرائيل وقتل داود من آرام سبعة آلاف مركبة وأربعين ألف راجل وقتل شوبك رئيس الجيش " . ( سفر الأيام الأول 19 : 18 ) . ويثير التناقض أكثر من سؤال : إنها هي ذات المعركة : هل قتل داود أثناءها سبع مائة مركبة أم سبعة آلاف مركبة ؟ هل قتل داود أربعين ألف فارس أم أربعين ألف راجل ؟ وقد يقول قائل : " نعم . إنهما نفس القائدين المتحاربين : داود وشوبك ، ولكن يجوز أن كانت بينهما أكثر من معركة ، واختلاف الأرقام فيما نجم عن المعركة يرجع إلى أنهما معركتان لا معركة واحدة ! " . ونقول : مستحيل ، إذ أن النصيّن يتكلمان بالقطع عن معركة واحدة قُتل فيها " شوبك " ويستحيل أن يكون " شوبك " قد قتل في أكثر من معركة . إنها هي هي ذات المعركة . ويثور سؤال لو كان هذا هو كلام الله ، ألا يعرف الله حقيقة ما حدث في المعركة على هذا النحو ؟ أم هو كلام بشر ؟ إن كان كلام بشر ، يجوز التناقض ، كما هو حاصل .
(ج) لم نعثر على النصين اللذين أشار إليهما المؤلف !
(د) " وكان لسليمان أربعة آلاف مذود خيل ومركبات واثنا عشر ألف فارس فجعلها في مدن المركبات ومع الملك في أورشليم " . ( أخبار الأيام الثاني 9 : 25 ) . ويناقضه : " وكان لسليمان أربعون ألف مذودٍ لخيل مركباته واثنا عشر ألف فارس " . ( أخبار الملوك الأول 4 : 26 ) .
(هـ) " ولما رأى شاول جيش الفلسطينيين خاف واضطرب قلبه جداً فسأل شاول من الرب فلم يجبه الرب لا بالأحلام ولا بالأوريم ولا بالأنبياء " . ( صموئيل الأول 38 : 5 - 6 ) . يناقضه : " فمات شاول بخيانته التي بها خان الرب من أجل كلام الرب الذي لم يحفظه وأيضاً لأجل طلبه إلى الجان للسؤال ولم يسأل الرب فأماته وحوّل المملكة إلى داود … " ( أخبار الأيام الأول 10 : 12 ) . وإذ كان شاول نبيّاً من أنبيائهم فها هم أولاء يشوهون صورة الأنبياء بكتابهم المقدس ! .
(و) " وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء " . ( يوحنا 3 : 13 ) . يناقضه : " وفيما هما يسيران ويتكلمان إذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما فصعد إيليا الذي هو في السماء . وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه " . ( تك 5 : 24 ) .
(ز) " ليتم القول الذي قاله إن الذين أعطيتني لم أهلك منهم أحداً " . ( يوحنا 18 : 9 ) . ويناقضه : " حفظتهم ولم أهلك منهم أحداً إلا ابن الهلاك ليتم الكتاب " . ( يوحنا 17 : 12 ) .
(ح) " لأنه ليس إنسان لا يخطئ … " ( أخبار الأيام الثاني 6 : 36 ) . يناقضه : " كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية … " ( رسالة يوحنا الأولى 3 : 9 ) . مؤدى النص الأول : كل الناس يخطئون . ومؤدى النص الثاني : أبناء الله ، الناس لا يفعلون خطية !

9- داود ، نبي الله ، تُشَوِّهُ التوراة صورته :
وتجعله التوراة يمارس الزنى مع " باتشيع " زوجة " أوريا " .
(أ) " وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى على السطح امرأة تستحم . وكانت المرأة جميلة المنظر جداً . فأرسل داود وسأل عن المرأة فقال واحد أليست هذه هي بتشيع بنت أليعام امرأة " أوريا الحثِّى " . فأرسل داود رسلاً وأخذها فدخلت إليه فاضطجع معها وهي مطهرة من طمثها ثم رجعت إلى بيتها . وحبلت المرأة فأرسلت وأخبرت داود وقالت إني حبلى " . ( صموئيل الثاني 11 : 4 - 5 ) . ويستطرد هذا السفر من أسفار التوراة ليذكر تفاصيل أكثر شيناً وهولاً !
(ب) ويتسبب داود عليه السلام بأساليب شريرة مشينة في مقتل " أوريا " لمجرد أنه كان متزوجاً من بتشيع الجميلة التي عشقها داود ومارس معها الزنى ! ( سفر صمويل الثاني 11 : 6 - 25 ) . وحيث إن التفاصيل طويلة مقززة نحيل القارئ الكريم إليها بالتوراة لو شاء .
(ج) ويرقص سيدنا داود عليه السلام عارياً تماماً من الثياب فيما تصوره التوراة دون حياء . ولمزيد من التفاصيل انظر مادة : أنبياء ولكن عراة بهذا الفهرس المعنون بعنوان عتاد الجهاد Prophets but Naked . Page 28 . .

10- الله : وقد نسب إليه الكتاب المقدس صفات لا تتفق مع ما جيب لله من جلال وكمال .
(أ) هل يجوز أن يَصْفِرَ الله ويصدر عنه صفير كما تصوره التوراة ؟ : " فيرفع ( الله ) رايةً للأمم من بعيد ويصفر لهم من أقصى الأرض فإذا هم بالعجلة يأتون سريعاً " . ( سفر إشعياء 5 : 26 ) . وأيضاً : " أصفر لهم وأجمعهم لأني قد فديتهم ويكثرون كما كثروا " . ( زكريا 10 : 8 ) . ويتضح من هذا النص العجيب أن " فكرة أو عقيدة الفداء " ليست فكرة من مبتكرات المسيحية . ها هي ذي موجودة بهذا النص العجيب القصير الموجود بسفر زكريا ، وهو من أسفار التوراة . ولا جدال في أن التوراة كانت موجودة قبل وجود المسيح أو بالأحرى قبل ظهوره أمام أعين الناس .
(ب) هل يجوز أن يزأر الله كما تزأر الأسود ؟ : " الرب كالجبار يخرج . كرجل حروب ينهض غَيْرَتَهُ . يهتف ويصرخ ويقوى على أعدائه " . ( سفر إشعياء 42 : 13 ) . وأيضاً : " وأنت فتنبأ عليهم بكل هذا الكلام وقل لهم . الرب من العلاء يزمجر ومن مسكن قدسه يطلق صوته يزأر زئيراً على مسكنه بهتاف كالدائسين يصرخ ضد كل سكان الأرض " . ( سفر إرميا 25 : 30 ) .
(ج) هل يجوز أن يقوما لله بعمل الحلاق ؟ barber : " في ذلك اليوم يحلق " السيد " بموسى مستأجرة في عبر النهر يملك أشور الرأس وشعر الرجلين وتنزع اللحية أيضاً " . ( سفر إشعياء 7 : 20 ) .
(د) هل يجوز أن يمرض الله ؟ : " فمن يشفق عليك يا أورشليم ومن يعزيك ومن يميل ليسأل عن سلامتك . أنت تركتني يقول الرب . إلى الوراء سرت فأمد يدي عليك وأهلكك . مللت من الندامة " . ( سفر إرمياء 15 : 5 - 6 ) . وأيضاً : " ورأى الرب أن شر الإنسان قد كَثُرَ في الأرض . وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم . فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض وتأسف في قلبه " . ( سفر التكوين 6 : 5 - 6 ) .
(هـ) هل يجوز أن يمتطي الله ملاكاً أو طفلاً جميلاً ؟ : " في ضيقي دعوت الرب وإلى إلهي صرخت فسمع من هيكله صوتي وصراخي دخل أذنيه . فارتجت الأرض وارتعشت .. أسس السموات ارتعدت وارتجت لأنه غضب .. صعد دخان من أنفه ونارٌ من فمه أكلت . جمرٌ اشتعلت منه . طأطأ السموات ونزل وضباب تحت رجليه . ركب على " كروب " وطار وَرُئيَ على أجنحة الريح " . ( صموئيل الثاني 22 : 7 - 11 ) .
(و) هل يجوز أن يقتل الله خمسين ألفاً وسبعين من الناس لأنهم نظروا إلى صندوق التابوت ؟
 " وضرب أهل بَيْتَشَمْسَ لأنهم نظروا إلى تابوت الرب . وضرب من الشعب خمسين ألف رجل وسبعين رجلاً . فناح الشعب لأن الرب ضرب الشعب ضربة عظيمة " . ( صموئيل الأول 6 : 19 ) .

11- التلاعب بالحروف اللاتينية عند كتابتهم لفظ الجلالة :
يتلاعبون بحروف لفظ الجلالة ! ويتلاعبون بعقول الناس !! ويودُّ المترجم أن يوضح بين يدي القارئ الكريم أنـه عندما نريد أن نقول بالإنجليزية : " عبـد قدماء اليونان آلهة كثيرة " ، فإننا نقول بالإنجليزية ما يلي : The ancient Greeks worshipped many gods . ( small " g " . ) . أما عندما نريد أن نقول : " نحن نعبد الله " ، فإننا نقول بالإنجليزية : We worship God . ( Capital " G " . ) . ولقد تلاعب مترجمو الإنجيل بحرف G-g بين طريقتي كتابته المعروفتين تلاعباً خطيراً . عندما يكون المقصود هو الله المعبود بحق يلزم البدء بـ G ، وعندما يكون الله غير الجدير بالعبادة ، أو يكون الآلهة بمعنى علماء بني إسرائيل كما كان الناس يسمونهم فإن g تكون أول حرف في الكلمة . وكثيراً ما تلاعب كتاب الإنجيل بهذه المسألة !
(أ) يستخدمون كلمة " إله god " حيث كان ينبغي أن يستخدموا كلمة " شيطان Devil " كما في رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثوس بالأصحاح الرابع بالجملة الرابعة : " الذين فيهم " إله " هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضيئ لهم إنارة إنارة إنجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله " . ولقد كان حرياً بمنشئ هذا القول أن يقول : " الذين فيهم " شيطان " هذا الدهر – فيما يرى المؤلف – حيث إن الشيطان هو الذي يضل الناس . وإن كنا للإنصاف نرى أن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء ، فلا يبقى إلا تناقض واحد أو خطأ واحد في هذه الصياغة بهذا النص كما أورده الكتاب المقدس ، من وجهة نظرنا نسأل : إذا كان الله المعبود بحق هو إله هذا الدهر الذي أعمى أذهان غير المؤمنين .. فلماذا كتبوا الكلمة الدالة على " الله " بحرف g صغيرة ؟ وإذ أراجع الترجمة الإنجليزية لهذا النص بطبعة كولينز أجده قد ذكر مقابل " إله الدهر " بالترجمة العربية ، استخدم تعبير " the evil god " ، وهو أيضاً تعبير عجيب : هل هناك إله طيّب خيّر ، وإله شرير كما هو الحال في الديانة الزرادشتية ؟! إنهم يتخبطون دون ريب على كل حال ! ( إله الدهر ! ماذا يقصدون بقولهم " إله الدهر " أو بالضبط كما يقولون : " إله هذا الدهر " ؟ هل لكل دهر إله ؟ وما هو الإله الشرير ؟ وإذا كان شريراً ، فكيف يكون إلهاً ؟ إن لم يكن هذا تخبط ، فماذا عساه أن يكون التخبط ؟ .
(ب) " فقال الرب لموسى انظر . أنا جعلتك إلهاً لفرعون . وهارون أخوك يكون نبيّك " . ( سفر الخروج 7 : 1 ) . ويقول المؤلف : قارن استخدامهم لكلمة " إلهاً " في هذا النص باستخدامهم لذات الكلمة " إله " حيث استخدم المسيحيون حروف " G " الكبيرة وحروف " W " الكبيرة عند كتابتهم لفظ الجلالة بالعهد الجديد بأول أصحاح من أصحاحات إنجيل يوحنا : " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله " . ولقد أورد العهد الجديد من الكتاب المقدس طبعة The Good News Bible ذات هذا النص ( أول جملة بأول أصحاح من إنجيل يوحنا ) كما يلي : Before the world was created, the word already existed; he was with God, and he was the same as God . " ( page116 New Testament ) . إنهم يتلاعبون بالحروف الكبيرة والصغيرة عند كتابة الحروف اللاتينية كما أشرنا . وهذا مثال واضح يكشف تلاعبهم بالحروف بل وبالألفاظ والعبارات : من أين جاء مترجم الإنجيل إلى الإنجليزية أصلاً بتعبير : " قبل أن خُلِقَتْ الدنيا "  " Before the world was created … "  وليس له ما يقابله ألبته عند مترجم الإنجيل إلى اللغة العربية ؟ ألا ينقلان عن " أصل " واحد ؟ مترجم الإنجيل إلى اللغة الإنجليزية لئيمٌ آثم . إنه يريد أن يرجع بوجود " المسيح " إلى ما قبل خلق الدنيا بهذه العبارة التي أضافها واستهل بها ترجمة أوّل أصحاح من إنجيل يوحنا . أليس الرجوع بوجود المسيح إلى ما قبل خلق الدنيا " من دواعي " ألواهية المسيح التي يريد أن " يوهم " بها منذ " بدء البداية " ؟
ولماذا كتب كلمة " the word " مستخدماً للحرف الكبير " W " ولم يستخدم الحرف الصغير " w " ؟ من الذي خوّله سلطة استخدام " W " بدلاً من " w " ؟ وما هذه الانتقالات السريعة غير المفهومة التي ليس لها ما يبررها " بالكلمة " ؟ في البدء كان " الكلمة " . ويصرون ويعتسفون أن الكلمة مذكر لا مؤنث رغم أنف قواعد اللغة . وتتحرك معهم " الكلمة " من كونها هي التي كانت موجودة في البدء .. ألم يكن شيء موجوداً سواها ؟ ولو كان شيء موجوداً سواها لاستحال أن تكون " الكلمة " هي الموجودة في البدء ! " في البدء كان هشام موجوداً " ، يعني أن أحداً لم يكن موجوداً غيره . ويتحركون بالكلمة من أنها هي التي كانت موجودة من البدء إلى أن الكلمة كان عند الله . ما معنى " العندية " ؟ إنها تعني أن الكلمة شيء والله شيء آخر . " هشام عنده سيارة " تعني أن هشاماً " غيَّر " السيارة " وكان الكلمة عند الله " . أهو كذلك ؟! لنفترض ! ثم يقولون : " وكان الكلمة الله " . مزجوا ودمجوا بين الكلمة وبين الله لمجرد أنهم كتبوا أول حرف من الكلمة بحرف لاتيني كبير . ألا يتلاعبون بالحروف وبالكلمات وبطريقة الكتابة ؟ ألم يكن القديس " متّى " ، والقديس " مرقس " والدكتور " لوقا " يعرفون أنه " في البدء كان الكلمة " حتى جاء " يوحنا " ليستهل أول جملة بأول أصحاح من إنجيله بمقولة أنه " في البدء كان الكلمة " ؟ إن يوحنا صاحب الإنجيل الرابع إنما هو غير " يوحنا بن زبدي " كما يشيع معظم النصارى ! هل يظل يوحنا بن زبدى صامتاً حوالي مائة عام ثم يطالع الناس بإنجيل يقول في أول جملة منه " في البدء كان الكلمة " ؟ " الكلمة " هي " كلمة اللوغوس " بمفهومها الفلسفي المستقى من الفلسفة الهلنستية ، أي : " العقل " الذي يحكم العالم ، وهي من مأثورات " هرقليطس " ، وقد استعارها منه " فيلون " اليهودي السكندري الذي اعتبر أن " العقل الذي يحكم العالم " ، " اللوغوس " ، " الكلمة " هو " الله " الخالق ، والاختلاف في التسمية فقط ، في محاولته التوفيق بين الدين والفلسفة ؛ وها هو ذا يوحنا صاحب الإنجيل الرابع يستعيرها منه ليستهل بها أوّل أصحاح من الإنجيل الذي كلّفوه بصياغته ليثبت ألوهية المسيح إذ " هالهم " أن الأناجيل الثلاثة السابقة لا يصرح واحد منها بألوهية المسيح عليه السلام ، ثم جاء مترجمو الإنجيل إلى اللغات الحديثة ليكتبوها مبدوءةً بحرف كبير " Word " ليضفوا عليها " قدسية " يريدون أن يوحوا بها … لا يهم ما نعتقده نحن بهذا الشأن ولا ما يعتقدونه هم . فمن شاء فليؤمن ، ومن شاء فليكفر . لهم دينهم ولنا دين . ولا إكراه في الدين . المهم هو أن التلاعب بالألفاظ ظاهرٌ عندهم . وكل ما نرجوه هو أن يكفّوا عن محاولات ترويج بضاعتهم هذه بين المسلمين . وإذ يدل كل شيء على أنهم لا يكفون عن ترويج بضاعتهم هذه بين المسلمين ، ولا يكفون عن إذاعة أباطيلهم ضد الإسلام والمسلمين لدى المسلمين وغير المسلمين ، نجد أننا جدُّ مضطرون إلى كشف تلاعبهم بكلام الله ليعرف الناس أين الحقيقة فيما يتعلق بشأن من أهم شئونهم ، وهو شأن يفوق كل الشئون !
نعم . من حق الناس أن يعرفوا الحقيقة ، وأن يميزوا الحق من الباطل ، ليزداد المؤمنون إيماناً مع إيمانهم بشأن عقيدتهم ودينهم ، حتى لا يتمكن أصحاب أديانٍ أخرى بمغالطاتهم أن يزعزعوا إيمان شعبنا وأبنائنا وبناتنا . ولا يستطيع غير المسلمين الزعم بأنهم لا يحاولون ذلك . إنهم يعرضون بضاعتهم ‍أمْ أنهم لا يعرضونها ؟ ما داموا يعرضونها مسموعة ومقروءة ومرئية ، فمن حق الناس ، كلّ الناس ، دون ريب أن يفحصوها للتعرف على ما بها من مزايا وعيوب . غير المسلمين في بلاد المسلمين أحرارٌ في أن يعرضوا بضاعتهم ، والمسلمون في بلاد المسلمين أحرارٌ في أن يفحصوا ما يعرضه الآخرون عليهم وأن يعلنوا عما يجدونه بها من مزايا أو عيوب . والله المستعانُ على ما يعرضون من أباطيل ومغالطات . والأمر لله وحده لا شريك له . إننا نحن المسلمين نثق بالناس وبقدرة الناس على الفهم السليم والتمييز بين الحق والباطل . العقل السليم أعدل الأشياء قسمة بين الناس . هكذا خلقه الله رحمة بالناس ، كما أرسل الله الرسل والأنبياء عليهم السلام وأنزل الكتب السماوية ، وكان هدى محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين ولا يزال وسيظل خير هدى للناس ؛ وختم الله سبحانه وتعالى الكتب السماوية بالقرآن الكريم لا ريب فيه هدى للناس . وعندما يروج غير المسلمين لكتاب مقدس غير القرآن الكريم فمن الضروري أن يعرف الناس ، ومن حقهم أن يعرفوا ، وأن يجدوا " ما يساعدهم " و " من يساعدهم " على أن يعرفوا كلام الله بحق ودين الله الحق ليتجنبوا مغالطات خصوم الإسلام ، فلا يساق الناس سوقاً إلى التعلق بالأوهام كما ساق زعماء اليهود بني إسرائيل إلى " محاولة " صلب المسيح عليه السلام .
12- الله : وصفات متناقضة له عندهم : سبحانه وتعالى عمّا يصفون :
(أ) " الله لم يره أحد قط " … ( يوحنا 1 : 18 ) .
(ب) الله " الذي وحده له عدم الموت ساكناً في نور لا يُدْنَى منه الذي لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه الذي له الكرامة والقدرة الأبدية . آمين . ( 1 تيموثاوس 6 : 16 ) .
(ج) " وقال ( الله ) لا تقدر أن ترى وجهي لأن الإنسان لا يراني ويعيش " . ( خروج 33 : 20 ) هذه النصوص من الكتاب المقدس المصرحة بعدم رؤية أحد لله يعارضها ويناقضها به نصوص أخرى مثل :
(أ‌)    " ويكلم الرب موسى وجهاً لوجه كما يكلم الرجل صاحبه .. " ( خروج 33 : 11 ) ونلاحظ أن الكلام بهذا النص ليس كلام الرب إلى موسى ، وليس كلام موسى . إنه كلام شخص آخر Third person يتكلم بأسلوب غير مباشر عن الرب وعن موسى . ثم يتكلم نفس هذا الشخص الآخر عن موسى عن خادمه يوشع بن نون فيقول في بقية هذه الجملة ذاتها : " .... وإذ رجع موسى إلى المحلة ذاتها كان خادمه يوشع بن نون الغلام لا يبرح من داخل الخيمة " . ( خروج 33 : تتمة 11 ) .
(ب‌)   " ثم صعد موسى وهرون وباداب وأبيهو وسبعون من شيوخ إسرائيل . ورأوا إله إسرائيل وتحت رجليه شبه صنعة من العقيق الأزرق الشفاف كذات السماء في النقاوة ولكنه لم يمد يده إلى أشراف بني إسرائيل . فرأوا الله وأكلوا وشربوا " . ( خروج : 9 - 11 ) .
(ج) " فدعا اسم المكان فينيئيل قائلاً لأني نظرت الله وجهاً لوجه ونجيت نفسي " . ( سفر التكوين 32 : 30 ) . وعلى سبيل المجاملة الخاصة يسمح الله لسيدنا موسى أن يرى أجزاءه الخلفية من جسمه سبحانه وتعالى وذلك كما ورد بالكتاب المقدس بسفر الخروج إذ نقرأ به : " ويكون متى أجتاز مجدي أني ( أنا الله ) أضعك في نقرة من الصخرة وأسترك بيدي حتى أجتاز . ثم أرفع يدي فتنظر ورائي . أما وجهي فلا يُرى " . ( سفر الخروج 33 : 23 ) . ولا ريب أن تعبير " ورائي " في مقابل " وجهي " تعني ما تعني .

13- ليس الله سبب الفوضى :
(أ‌)     " لأن الله ليس إله تشويش بل إله سلام كما في جميع كنائس القديسين " . ( 1-كورنثوس 14 : 33 ) . وهو ما يناقضه نصوص أخرى :
(أ) " … أنا الرب ليس آخر . مصور النور وخالق الظلمة صانع السلام وخالق الشر… " ( إشعياء 45 : 6 - 7 ) .
(ب) " وذهب روح الرب من عند شاول وبغته روح رديٌّ من قبل الرب ) . ( صموئيل الأول 16 : 14 ) .
(ج) " ولأجل هذا سيرسل إليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب " . ( 2 -تسالونيكي 2 : 11 ) .

14- الله : صفات متناقضة :
(أ) ليست قدرة الله محدودة ( الله قادر على كل شيء فيما عدا ما يناقض جلاله وكماله ) . " … لأن كل شيء مستطاع عند الله " . ( مرقس 10 : 27 ) ويناقضه " وكان الرب مع يهوذا فملك الجبل ولكن لم يُطرد سكان الوادي لأن لهم مركبات حديد " ( سفر القضاة 1 : 19 ) . ويلاحظ تحرج مترجم الإنجيل إلى اللغة العربية أن يصرح بنسبة العجز إلى الله سبحانه وتعالى ، فقام ببناء الفعل للمجهول في حين أن الفعل مبني للمعلوم في الترجمة الإنجليزية : But could not drive the inhabitants of the valley والمعنى أن الله في معية يهوذا انتصرا على الأعداء فوق الجبل ، ولكنهما لم يستطيعا الانتصار على الأعداء بالوادي لمجرد أن الأعداء بالوادي كانوا يمتلكون مركبات حديد . ويا له من تعليل لشل ووقف قدرة الله سبحانه وتعالى !
(ب) وينفثئ غضب الله في لحظة : " لأن للحظة غضبه " … ( مزامير 30 : 5 ) . ويناقضه : " فحمى غضب الرب على إسرائيل وأتاهم في البرية أربعين سنة … " ( عدد 32 : 13 ) .
(ج) لا يندم الله ولا يخاف عقبى شيء : " ليس الله إنساناً فيكذب ولا ابن إنسان فيندم … " ( عدد 23 : 19 ) وفيه نفي الألوهية عن أي إنسان وعن ابن الإنسان . ويناقضه : " … والرب ندم لأنه ملّك شاول على إسرائيل " . ( صموئيل الأول 15 : 35 ) . ويناقضه أيضاً : " فندم الرب على الشر الذي قال إنه يفعله بشعبه " . ( خروج 32 : 14 ) .
(د) رحمة الله واسعة تسع كل شيء : " لأن الرب صالحٌ . إلى الأبد رحمته وإلى دورٍ فدورٍ أمانته " . ( مزامير 100 : 5 ) . ويناقضه " هكذا يقول رب الجنود . إني قد افتقدت ما عمل العماليق بإسرائيل ( تعبير المترجم إلى العربية هكذا غامض غير مفهوم وغير متسق المعنى . " لأن المترجم إلى العربية يتحرّج أن يقول إن الله قد تذكر ما كان قد نسيه مدة قدرها 400 سنة فاستخدم تعبير : " إني قد افتقدت " بدل تعبير " إني قد تذكرت " تُفْتَقَد " الأشياء " لا " الذكريات " . والصواب دون ريب هو ما تقوله الترجمة الإنجليزية من أن الله قد " تذكّر " . من حيث إن السياق متصل بما فعله العماليق بإسرائيل منذ 400 سنة . وإذ تذكر الله تلك الذكريات المريرة اتخذ القرارات البالغة القسوة التي يذكرها النص هكذا ونكمل النص الدال على ندم الله واتخاذه قرارات بالغة القسوة كما يلي : ) " … فالآن اذهب واضرب العماليق وخربوا كل ما له ( الصواب ما لهم ) ولا تعف عنهم بل اقتل رجلاً وامرأة ( الصواب كل رجل وكل امرأة ، ولكن المترجم إلى العربية يتحرج من قسوة الله إلى هذا الحد ) طفلاً ورضيعاً . بقراً وغنماً جملاً وحماراً " . ( صموئيل الأول 15 : 3 ) . ويلاحظ أن المترجم متحرج أشد التحرج ، يحاول التخفيف من قسوة الله . وبدل أن يقول اقتل كل رجل وكل امرأة نجد المترجم يقول : اقتل رجلاً وامرأة . وما أشد هول الفارق بين " اقتل رجلاً " واقتل كل رجل .
(هـ) يسكن الله في نور : " ( الله ) الذي وحده له عدم الموت ساكناً في نور لا يُدنى منه الذي لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه الذي له الكرامة والقدرة الأبدية . آمين " . ( 1 - تيموثاوس 6 : 16 ) . يناقضه : " حينئذ تكلم سليمان . قال الرب إنه يسكن في الضباب " . ( سفر الملوك الأول 8 : 12 ) .
(و) لا يغوى الله الإنسان : " لا يقل أحد إذا جُرِّب إني أُجَرَّبُ من قبل الله لأن الله غير مجرب بالشرور وهو لا يجرب أحداً " . ( رسالة يعقوب 1 : 13 ) . ويناقضه : " وحدث بعد هذه الأمور أن الله امتحن إبراهيم … " ( تكوين 22 : 1 ) . والحقيقة أنه لا غبار ولا غضاضة على تعبير الإنجيل في هذا النص خصوصاً في الترجمة العربية ، وربما كان سوء التعبير واختيار اللفظ في الترجمة الإنجليزية God did TEMPT Abraham هو المسئول عن عدم رضى المؤلف عن تعبير الترجمة الإنجليزية للتوراة في هذا الموضع . وهذا مثل واضح لإساءة وعدم توفيق الترجمة في نقل المعنى : لا غضاضة في أن يبتلى الله أحد عباده وأن يختبره ويمتحنه ، وثمة غضاضة عندما " يغرى " الله أحد عباده … !
15- الروح القدس :
إن كل نِحْلَةٍ ومِلّة من النِّحل والمِلل المسيحية يدّعي أبناؤها نعمة الاتصال الشخصي المباشر بالروح القدس . ولقد أصبحت هذه النعمة لا يكلف ادعاء الحصول عليها أي شيء أو أي عناء إلى حدّ أن خمسة وسبعين مليون مبشر مسيحي أمريكي يفخرون بحصولهم على هذه الميزة . ويرى المترجم أن خمسة وسبعين مليون مبشر مسيحي – رقم هائل- إنهم لا يعتبرون الأمريكي المسيحي الذي لا يمارس شيئاً من نشاط التبشير بالمسيحية " مسيحيّاً على قيد الحياة " ، ولنتأمل التعبير الذي يطلقونه على المسيحي الذي يبذل جهداً في مناشط التبشير المسيحي المختلفة إنهم يطلقون على مثل هذا المسيحي الأمريكي الذي يمارس التبشير بالمسيحية على نحو ما بأنه إنسان مسيحي " وُلِدَ من جديد " . الأمريكي المسيحي الذي لا يلتفت إلى التبشير بالمسيحية يعيش في نظرهم حياة خاملة لا يظهر فيها أثر الروح القدس . وعندما يمارس نشاطاً تبشيرياً ما ، يكون قد شكر الله وردّ لله الجميل أن حباه الاتصال بنعمة كونه مسيحياً متصلاً بالروح القدس . وتعبير " الروح القدس " هو أيضاً تعبير غامض خلاب فضفاض خِلْوٌ من المعنى المحدد .. ما هو الروح القدس على وجه التحديد ؟! إن أمور " الروح " أمورٌ وشئون تجلّ وتسمو عن معرفة البشر . إن أمر " الروح " من أمر الله . فما بالنا عندما يضيفون غموض " القداسة وهالتها " إلى غموض شئون الروح وعدم معرفة البشر أسرارها . ولكن الغموض هدف مقصود لذاته . إن المضللين دائماً يهربون من الوضوح ويعتمدون على الغموض . وعليك " أنت " أن تسمو بمداركك ، لتكشف الغموض ، وتفهم الطلاسم ، وتحل المتناقضات ، وتحاول التوفيق بينها ؛ فإن فشلت ، فالذنب ذنبُك . وإذا كنت أنت لا تفهم ولا تدرك ، فهناك دون ريب من يفهمون ويدركون ، ولكنهم لا يقولون كل ما عندهم . إنهم يستمتعون فحسب بنعمة الإيمان الدجماطيقي بكل غامض متناقض . والإيمان الدجماطيقي كما هو معروف هو الإيمان دون أي محاولة للفهم .
ويورد المؤلف أمثلة لتناقضات استخدام تعبير الروح القدس بالكتاب المقدس كما يلي :
(أ) " فظهر له ملاك الرب واقفاً عن يمين مذبح البخور . فقال له ملاك الرب لا تخف يا زكريا لأن طِلْبتك قد سُمِعت وامرأتك أليصابات ستلد لك ابناً وتسميه يوحنا . ويكون لك فرح وابتهاج وكثيرون سيفرحون بولادته . لأنه يكون عظيماً أمام الرب وخمراً ومسكراً لا يشرب . ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس " . ( لوقا 1 : 11 -15 ) . ويسال المؤلف إزاء هذا النص سؤالاً عظيم المغزى إذ يقول : " ولست أعرف ماذا يعني قولهم " من بطن أمه " ؟ … ونضيف إلى مغزى سؤال المؤلف ملاحظة : أن مترجم الإنجيل إلى اللغة العربية قد آثر استخدام تعبير " من بطن أمه " ترجمةً للتعبير الإنجليزي " From his mother’s womb " … هل كلمة " بطن " هي المقابل العربي لكلمة womb التي تعني فتحه مهبل الأنثى أو فرج الأنثى ؟ وهو ما يجعل ملاحظة المؤلف أكثر وضوحاً وأعظم مغزى ويصبح السؤال هو : " هل " فَرْجُ الأم " هو مصدر " الروح القدس " الذي يمتلئ به المسيحيون ؟ إنهم يقولون في الكتاب المقدس إن يوحنا المعمدان " من فرج أمه يمتلئ من الروح القدس " . الكتاب المقدس هو الذي يقول ذلك وإن كان مترجم الكتاب المقدس قد حاول أن يهرب من فداحة هذا المعنى غير المستساغ فآثر استخدام تعبير من " بطن أمه " على تعبير من " فرج أمه " كما كان ينبغي عليه !
وللأسف الشديد ، كان على المسيح عليه السلام أن ينتظر ثلاثين عاماً بعد مولده لكي يحصل على نصيبه من ذلك الروح القدس الذي كان يوحنا المعمدان قد استمده " من فرج أمه " لدى تعميد المسيح عليه السلام على يدي " يوحنا المعمدان " كما يُطلعنا على ذلك القديس متّى بإنجيله ( متّى 3 : 16 ) .
(ب) وإن الإنسان ليسأل : هل " روح القدس " الذي استمده يوحنا المعمدان من فرح أمّه أو من بطن أمّه وخوّله أن يقوم بتعميد المسيح عليه السلام عندما بلغ المسيح عليه السلام الثلاثين من عمره ، هو هو ذات " روح القدس " الذي امتلأت به أليصابات ؟ إذ يقول الكتاب المقدس أيضاً : " فلما سمعت أليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها وامتلأت أليصابات من الروح القدس " . ( لوقا 1 : 41 ) .
(ج) وهل هو هو ذات روح القدس الذي كان قد امتلأ به زكريا عليه السلام : " وامتلأ زكريا أبوه من الروح القدس .. " ( لوقا 1 : 67 ) .
(د) وهل هو هو ذات روح القدس الذي أضفاه المسيح على الحواريين : " فقال لهم يسوع أيضاً سلام لكم . كما أرسلني الآب أرسلكم أنا . ولما قال هذا نفخ وقال لهم اقبلوا الروح القدس " . ( يوحنا 20 : 22 ) .
(هـ) وهل هو هو الروح القدس الذي حذر المسيح من التجديف عليه إذ قال : " الحق أقول لكم إن جميع الخطايا تغفر لبني البشر والتجاديف التي يجدفونها ولكن من جدف على الروح القدس فليس له مغفرة إلى الأبد وهو مستوجب دينونة أبدية " . ( مرقس 3 : 28 - 29 ) .

16- نكاح المحرمات من الأقارب :
بعض نكاح الأقارب محرم شرعاً ، وليس كله محرماً . والتحريم إنما يكون بنص شرعي . ويُعرِّف " قاموس كولينز الجديد " New Collins Dictionary نكاح الأقارب المحرم شرعاً بأنه " ممارسة الجنس بين شخصين بينهما أقوى درجات القرابة كدرجة قرابة الأب وابنته ، ودرجة قرابة الابن وأمه ، ودرجة قرابة زوج الأم وابنة الأم … الخ " . ويقول المؤلف : إنه على الرغم من أن مثل هذا النكاح محرّم شرعاً منذ عهد سيدنا موسى ووفقاً للشريعة اليهودية والمسيحية إلا أن الكتاب المقدس يستعرض ويعرض صوراً بغيضة من وقائع هذا النكاح المحرم بين أب وابنتيه ! :
(أ) " فسقتا أباهما خمراً في تلك الليلة ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها . وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة إني قد اضطجعت البارحة مع أبي . نسقيه خمراً الليلة فادخلي اضطجعي معه أيضاً فنحيي من أبينا نسلاً . فسقتا أباهما خمراً في تلك الليلة أيضاً . وقامت الصغيرة واضطجعت معه ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها . فحملت بانتا لوط من أبيهما " . ( سفر التكوين 19 : 33 - 35 ) .
ويقول المؤلف : إن الطبعات القديمة من الكتاب المقدس مثل طبعة الملك جيمس ، وطبعة الروم الكاثوليك تشير إلى النكاح بين لوط وابنتيه باعتبار أنه " الحصول على بذرة من أبينا " ، وهي محاولة لتلطيف فظاعة المشهدين ، ولكن المؤلف قد أورد النص الموجود بطبعة كولينز بإنجيل البشارة حيث التعبير فيه دون مواربة .
ونقول إن هذا تشويه لصورة نبي من أنبياء الله بالكتاب المقدس دون ريب ودون مبرر . ومن المعروف أن أنبياء الله منزهون عن الخطأ وإلا لما كان الله قد اختارهم ليكونوا أنبياء . إن نسبة هذه الوقائع إلى سيدنا لوط عليه السلام يتناقض مع المعنى البديهي للنبوة دون شك . ولا يُجدي بأي حال الاعتذار والتبرير بأن سيدنا لوط عليه السلام " لم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها " ، فهو غير معقول بطبيعة الحال . إنهم إذ يحاولون تبرئة سيدنا لوط من المسئولية الأخلاقية عما حدث وألصقوه به – زوراً فيما نعتقد- لم يفطنوا إلى أنهم قد دمغوه بتهمة السكر الشديد من جراء كثرة تعاطي الخمر . ماذا تكون النتيجة لو لاحظ شرطي بدولة مسيحية رجلاً مخموراً بالشارع أو مخموراً يقود سيارة ؟ ألا يشكل ذلك جريمة يعاقب عليها القانون ؟ قل يليق بنبي أن يشرب الخمر ويسكر حتى يفقد الوعي هكذا . سقوه خمراً بخيالهم المريض إلى حدّ أن غيبوه عن الوعي ! ، إنني على ثقة تامة أن سيدنا لوط لم يفقد الوعي من جرّاء شرب الخمر كما يزعمون . السّكر إلى حد فقدان الوعي غير مسموح بالنسبة للإنسان العادي فهل يليق أن ينسبه أحد إلى نبي من أنبياء الله ؟!
نكاح مُحرّم بين أمٍّ وابنها : ( زوجة الأب محرمة على الابن حرمة أمّه ) ..
(ب) " ثم رحل إسرائيل ونصب خيمته وراء مجدل عدر . وحدث إذ كان إسرائيل ساكناً في تلك الأرض أن رأوبين ذهب واضطجع مع بلهة سرية أبيه . وسمع إسرائيل " . ( سفر التكوين 35 : 22 ) .
وإسرائيل هو سيدنا يعقوب عليه السلام . وهم للتلطيف يقولون : إن بلهة كانت " سرية " أبيه . إنهم يحاولون اختيار لفظ اكثر تلطيفاً لما يخلقه خيالهم من قصص خليع مخْزٍ . كيف كان يتم الزواج في ذلك العهد يا ترى ؟ وما هو الفرق بين الزوجة والسرية ؟ أكان بحوزة أهل الزوجة وثيقة زواج أو قسيمة زواج مدموغة وعليها شعار الدولة ولم يكن بيد أهل السرية مثل هذه الوثيقة ؟! ولو كانت بلهة سرية لسيدنا يعقوب ( إسرائيل ) ولم تكن زوجته ، ولو كان يجوز ، ولو لم يكن محرماً أن ينكحها رأوبين ، ابن سيدنا يعقوب البكر ، فما هو الداعي لإدراج هذه القصة المشينة بكتاب مقدس ؟ إن بني إسرائيل هم الذين ابتدعوا ذلك الفرق بين الزوجة wife والسرية أو المحظية concubine من خلال إصرارهم على التمييز العنصري المقيت . لقد كانت معرفة الناس بأن رجلاً قد تزوج من امرأة ويمارس معها الجنس ، وأن هذه المرأة لا تمارس الجنس مع رجل سواه ، كانت معرفة الناس بذلك كافية لاعتبار المرأة ، التي لا تمارس الجنس إلا مع رجل بعينه زوجة لذلك الرجل . كان من حق الرجل أن يمارس الجنس بطريقة مشروعة مع أكثر من امرأة ، ولم يكن من حق المرأة التي تعتبر زوجة أن تمارس الجنس إلا مع رجل واحد ، وإلا كانت بغيّاً .
هذا ، ويذكر المؤلف في إشارة لها مغزاها أن الطبعات القديمة من الكتاب المقدس كانت تحاول الاحتشام ، فلقد كانت تستخدم كلمة " رقد بجوارها " بدلاً من تعبير " مارس الجنس معها " . ونحن نلاحظ نفس الملاحظة بالنسبة للترجمة العربية الموجودة أيضاً ، إذ تستخدم كلمة " واضطجع معها " بدلاً من تعبير " ومارس الجنس معها " . هل كان مجرد اضطجاع ؟! إن مفهوم " المضاجعة " يختلف عن مفهوم " ممارسة الجنس " الواضح الصريح ! ممارسة الجنس نكاح ، وقد لا يكون في المضاجعة نكاح . وعلى كل حال ، إن دل هذا على شيء فهو يدل على مدى الحرج الذي يستشعره مترجمو الكتاب المقدس إذ يحاولون التحايل لتقليل بذاءة المعاني في كثير من الأحيان ، والتحايل في الترجمة ، ومحاولة المترجم تفادي المعنى الموجود بالنص الذي ينقل عنه بحد ذاته أيضاً إنما هو واحد من أكبر عيوب ومثالب الترجمة . ينبغي دون ريب أن يكون المترجم أميناً في نقل المعنى الموجود بالنص الأصلي ولا تثريب عليه إذا كان محتوى النص الأصلي مشيناً غير لائق يصدم المشاعر السوية لدى الأسوياء من البشر . المترجم مسئول فحسب عن أمانة الترجمة ، ولا مسئولية للمترجم عن محتوى المادة التي يترجمها . وما دام قد ارتضى ترجمتها ، لا يلزمه سوى أمانة الترجمة وسلامتها والمحافظة التامة على معاني النص الأصلي ، ولا عليه من ركاكة أو وضاعة المعاني بالنص الأصلي ما دام أسلوبه في الترجمة أميناً غير ركيك !

ممارسة الجنس بين زوجة الابن وحميها :
(ج) " فنظرها يهوذا ( رأى يهوذا " ثامار " كنته ، أي زوجة ابنه ) وحسبها زانية . لأنها كانت قد غطّت وجهها لأنه لم يعلم أنها مكنته . فقالت ماذا تعطيني لكي تدخل عليّ . فقال : إني أرسل جدي معزى من الغنم . فقالت : هل تعطيني رهناً حتى ترسله . فقال ما الرهن الذي أعطيك فقالت خاتمك وعصابتك وعصاك التي في يدك فأعطاها ودخل عليها فحبلت منه " . ( سفر التكوين 38 : 15 - 18 ) ... عبثاً . عبثاً يحاول الكتاب المقدس تبرير الخطايا التي يلصقها بالأنبياء وبأولئك الذين يدخلونهم في نسب المسيح من إثم الخطايا ومسئولياتها ! ألم يكن يهوذا يعرف ثامار زوجة ابنه ؟ هل حسبها زانية ؟ ولنفرض أنها زانية ، هل من اللائق أن يمارس الزنا الإنسان الفاضل مع بغي من البغايا أم يربأ الإنسان الفاضل بنفسه عن ممارسة الجنس مع بغي من البغايا ؟ ألم يعرف صوتها وقد حادثها وحادثته ؟ هل كانت ثامار قد غطّت وجهها فلم يتعرف حموها يهوذا عليها ؟ وعندما مارس بهوذا الجنس مع ثامار ، ألم يتعرف عليها أيضاً ليتراجع عن ممارسة الجنس مع زوجة ابنه ؟ ترى هل كان أحدٌ من معاصري يهوذا يصدّق أنه قد مارس معها الجنس دون أن يعرفها ؟ ولقد أفحمته ثامار عندما أراد أن يطبق عليها حدّ الزانية التي حملت سفاحاً عندما قالت له : " حقق لمن الخاتم والعصابة والعصا هذه . فتحققها يهوذا وقال هي أبرُّ منّي " . ( سفر التكوين 38 : 25 - 26 ) إن هذه القصة من قصص الكتاب المقدس لا تصلح لشيء سوى تبرير الزنى مع إجازة عدم تطبيق حد الزنى ، فها هو ذا يهوذا يعلن أن الزانية التي حملت منه سفاحاً أبرُّ منه !
إن إباحة الزنى ، ومحاولة إعفاء الزانية من العقوبة التي فرضتها الشريعة الموسوية عليها هي ديدن اليهود منذ عهد المسيح . ولقد افتن كُتّاب الإنجيل في اختراع القصص التي تُسَوِّغ ذلك ، وما قولة المسيح التي أشاعوها عنه بإنجيل يوحنا : " من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر " إلا حكاية من تلك الحكايات التي ابتكرها وانفرد بها إنجيل يوحنا الإفسسي دون سائر الأناجيل لتبرير وعدم رجم الزانية . ولقد سأل اليهود بالمدينة المنورة نبيّ الإسلام عليه السلام ذات السؤال ، وكانت حكاية انتهت بأن رفع عبد الله بن سلام يد اليهودي من فوق العبارة التي تأمر برجم الزانية بالتوراة ، وكانوا قد أنكروه !
ويقول المؤلف : وإنا لنحرص أبلغ الحرص أن تكون التعليقات الخاصة بترجمتنا متمايزة أوضح تمايز عن تعليقات وآراء المؤلف وكذلك متمايزة عن النصوص التي يذكرها المؤلف – يقول المؤلف : ولقد أثمرت تلك العلاقة غير الشرعية لذلك النكاح الذي أوردت التوراة خبره بكل تفاصيله المشينة بين المحارم الذين لا تجوز بينهم حتى علاقة الزواج الشرعي ، أثمرت هذه العلاقة غير الشرعية للنكاح بين زوجة الابن وحميها توأماً قدّر لهما أن يدخلا في نسب المسيح عليه السلام ومرجعنا في ذلك هو إنجيل القديس متّى الذي يذكر ضمن ما يذكر في سلسلة نسب المسيح عليه السلام في مستهل الأصحاح الأول من إنجيل متّى حيث يقول بالحرف الواحد محدداً سلسلة نسب المسيح ، يقول القديس متّى : " كتاب ميلاد المسيح ابن داود ابن إبراهيم . إبراهيم ولد اسحق . ( هكذا يكتبونها في الترجمة العربية التي ننقل عنها . إنهم لا يقولون كما تعارف العرب إبراهيم أنجب إسحاق باعتبار أن الولادة للأمهات . ) .. وإسحاق ولد يعقوب . ويعقوب ولد يهوذا وإخوته . ويهوذا ولد فارص وزارح من ثامار " . ( إنجيل متّى 1 : 1 - 3 ) .
نعم أيها القارئ الكريم إنهما التوأم فارص وزارح اللذين أثمرت عنهما عملية النكاح الآثم بين يعقوب ( إسرائيل ) وبين زوجة ابنه ثامار ! يُدخلهما القديس متّى ضمن سلسلة نسب المسيح عليه السلام !

نكاح محرّم واغتصاب يحكي تفاصيله الإنجيل بين أخٍ وأخته :
  وإذ لم يذكر المؤلف موضع النص ، نقوم بترجمته عن الإنجليزية كما يلي :
  (د) " … وأمسك بها ( أمسك بثامار أخته ، وهي غير ثامار التي ورد ذكرها بالنص السابق ) وقال لها هيا لترقدي معي ( لنمارس العملية الجنسية سوياً ) يا أختي . وأجابته قائلة كلا يا أخي آمنون ( وهو واحد من أبناء سيدنا داود ) كلا . لا تغتصبني . لكنه لم يكن ليصغي إليها ، وحيث إنه كان أقوى منها فقد تغلب عليها واغتصبها " ( اغتصب أخته ) !

نكاحٌ محرّمٌ جماعي بين الابن وزوجات أبيه :
  (هـ) " فنصبوا لأبشالوم الخيمة على السطح ودخل أبشالوم إلى سراري أبيه أمام جميع إسرائيل " . ( سفر صموئيل الثاني 16 : 22 ) .
  ودخل أبشالوم إلى سراري أبيه أمام جميع إسرائيل – يا لفظاعة المعاني مهما تحايل مترجم الإنجيل إلى اللغة العربية أو غير العربية من اللغات لاختيار ألفاظ تقلل الصدمة ! ما معنى سراري أبيه في ظل تلك الحرب التي كانت مستعرة بين أبشالوم وأبيه من أجل السلطة ، وها هو ذا أخيتوفيل يعطي مشورته أن " ادخل إلى سراري أبيك اللواتي تركهن لحفظ البيت فيسمع كل إسرائيل أنك قد صرت مكروهاً من أبيك فتتشدد أيدي جميع الذين معك " . ( سفر صموئيل الثاني 16 : 21 ) . ويا لها من مشورة فاسقة قام أبشالوم بتنفيذها ، إذ يخبرنا الكتاب المقدس عن انصياع أبشالوم لتنفيذ النصيحة الداعرة : " فنصبوا لأبشالوم الخيمة على السطح ودخل أبشالوم إلى سراري أبيه أمام جميع إسرائيل " . ( سفر صموئيل الثاني 16 : 22 ) . وهكذا أدخلوا الاعتداء على العرض ضمن أعمال الحرب بين ابن وأبيه . يعتدي الابن على عرض نساء أبيه نكاية في أبيه !
وربما يعنّ لسائل أن يسأل قائلاً : " القرآن الكريم أيضاً يتحدث عن النكاح وعن عقدة النكاح . هل هذا حلال في القرآن الكريم حرام في الإنجيل ؟ " .
ونقول شتان بين الحالتين : لا عيب في الحديث عن النكاح لتقرير شرائعه التي أقرها الله وارتضاها لخلقه ، ولكن العيب ولا ريب هو الحديث عن النكاح خارج نطاق ديني أو نطاق علمي . عندما يتحدث شخص عن النكاح بأسلوب علمي لكشف الحقائق العلمية المتعلقة بالحمل وتسهيل الولادة والمحافظة على الجنين ونحوه لا عيب في ذلك . يقولون : لا عيب إلا العيب . والنكاح ليس عيباً بحد ذاته عندما يتم كما شرعه الله . إنه السبيل إلى حفظ النوع الإنساني واستمرار بقاء بني آدم ليعمروا أرض الله الواسعة . ولكن النكاح الذي لا عيب فيه ولا عيب في الحديث عنه ولا عيب في ممارسته إنما هو النكاح كما شرعه الله . لقد وضع الله للبشر نظاماً وشرائع لممارسة الجنس ، ولا عيب في ممارسة الجنس كما شرع الله . وبغير شرع الله تكون ممارسة الجنس حراماً . ومن العيب الفاحش الحديث عن عمليات ممارسة الجنس على نحو مغاير لشريعة الله . وشتان شتان بين تفاصيل ممارسة الجنس بين ابنتي لوط وأبيهما كما يصور ذلك الكتاب المقدس وبين الإشارة إلى الجنس في قصة سيدنا يوسف في القرآن الكريم ، إذ عصم الله سيدنا يوسف من أن يرتكب خطيئة الزنى مع امرأة العزيز عندما رأى برهان ربه . وهكذا ينبغي توفير العصمة لأنبياء الله .

17- إسرائيليات : عاهرات شبقات :
يحكي عنهم الكتاب المقدس :
(أ) " وزنيت مع بني آشور إذ كنت لم تشبعي فزنيت بهم ولم تشبعي أيضاً " . ( سفر حزقيال : 16 : 28 ) .
 وصف فاضح مقزز لعهر الأختين أهولة وأهوليبة :
(ب) " وعشقت معشوقيهم الذين لحمهم كلحم الحمير ومنيهم كمنِّي الخيل " . ( حزقيال 23 : 1 - 49 ) . أي أن الأصحاح كله مُغرقٌ في وصف فاضح مقزز للعهر الفاحش . ولقد لاحظنا عند مقارنة الترجمة العربية بالترجمة الإنجليزية للكتاب المقدس في هذه الجملة ، وهي الجملة رقم ( 20 ) من الأصحاح ( 23 ) من سفر حزقيال أن مترجم الإنجيل إلى العربية قد حاول تقليل الفحش في القول إلى حد كبير . ولو كانت الترجمة العربية لهذا النص مطابقة للترجمة الإنجليزية له بطبعة NEW WORLD لكانت كما يلي : " ولقد دفع بكِ شبق العاهرات بائعات الهوى إلى أعضاء الذكورة للأجانب الشبيهة بأعضاء الذكور لدى الحمير التي تنزل منيّاً كمني الخيول " !
هل توجد أقوال أكثر فحشاً من الأقوال في كتاب محظور الطبع والنشر في العالم لأنه يحتوي على كلام فاحش فتعمد السلطات إلى حظره ؟ إن السلطات في كثير من دول العالم تحظر طبع ونشر كتب لورود كلام أقل فحشاً من مثل هذا الكلام المطبوع المنشور على صفحات الكتاب المقدس . أهو للعظة حتى يتقزز الناس من البغايا والعاهرات ؟ ما أغنى الناس عن مثل هذا الفحش في العظات ؟ هل من المعقول أن يقرأ مثل هذا الكتاب " المقدس " فتيان وفتيات مراهقون ومراهقات ؟ أليس من الأوفق إبعاد مثل هذا الكتاب بمثل هذه الصفحات عن أيدي البنين والبنات ؟ وأية عظة تلك التي تحصل عليها امرأة تقرأ أن المسيح قد دافع عن امرأة زانية قال له اليهود " وموسى في الناموس أوصاناً أن هذه تُرجم فماذا تقول أنت " ( يوحنا 8 : 5 ) . " ولما استمروا يسألونه انتصب وقال لهم : من كان منكم بلا خطية فليرمها أوّلاً بحجر " . ( يوحنا 8 : 7 ) . أليس هذا جواز مرور أو تأشيرة دخول أعطاها المسيح فيما أورده إنجيل يوحنا للنساء كي يدخلن عالم أو دنيا الزانيات أو دولة الزانيات فكل الناس خطاة آثمون وليس الزانيات وحدهن هن اللائي يقترفن الآثام والمعاصي والموبقات . يا له من دفاع عن الزانيات لا أساس له من الصحة في مثل هذه الروايات التي يصل التلفيق فيها إلى حد إسناد الدفاع عن الزانيات إلى المسيح عليه السلام ، وما أغنى البشرية عن مثل هذه العظات !
(ج) " شعبي يسأل خشبه وعصاه تخبره لأن روح الزنى قد أضلهم فزنوا من تحت إلههم " . ( سفر هوشع 4 : 12 ) . ويرى المترجم أن بذات الأصحاح نصوصاً أخرى تكرس الزنى وتبرره مثل : " لا أعاقب بناتكم لأنهن يزنين ولا كناتكم لأنهن يفسقن لأنهم يعتزلون مع الزانيات ويذبحون مع الناذرات الزنى . وشعب لا يعقل يُصرع . إن كنت أنت زانياً يا إسرائيل فلا يأثم يهوذا " . ( سفر هوشع 4 : 14 - 15 ) .
وهكذا يشفع زنى لزنى وزانية لزانية وزانٍ لزانٍ ! وهكذا يشيع الزنى ويستفحل أمره بين الزانين والزانيات .

18- إرمياء :
يتم تنصيبه نبياً وهو في بطن أمه قبل أن يولد :
(أ‌)    " قبلما صَوَّرْتُك في البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قَدَّسْتُك " . ( إرميا 1 : 5 ) . ويرى المترجم أن أنبياء بني إسرائيل عددهم كبير جداً ، وهاهوذا نبي تكرّس نبوته وهو لا يزال في بطن أمه ، ولا يريدون أن يعترفوا للمسلمين بنبي واحد ، لا يزال وسيظل القرآن الكريم ، معجزة المعجزات وسجلُّها الذي أوحاه الله إلى نبي الإسلام يتلى ويسمع لينفع ويقنع الناس بهدى الله عبر الأجيال والقرون ، أليست هذه مفارقة من أكبر المفارقات في عالم الإنسان ؟
(ب‌)    هل خدع الله نبي الله إرميا ؟
 " قد أقنعتني يا رب فاقتنعت وألححت عليّ فغلبت . صرت للضحك كل النهار . كل واحد استهزأ بي " . ( إرميا 20 : 7 ) .
وبمقارنة الترجمة العربية للإنجيل بالترجمة الإنجليزية له ، نرى أن مترجم الإنجيل إلى اللغة العربية قـد تحايل لتلطيف المعنى . تقول الترجمة الإنجليزية : لقـد " خدعتني " يا رب " you have deceived me . " وتقول الترجمة العربية كما أوردناها : قد " أقنعتني " يا رب . والفرق شاسع بين الإقناع والخداع . ويتعبدون بكلام الكتاب المقدس مترجماً في صلواتهم رغم تباين المعنى في مختلف الترجمات لديهم ، ولا غرو فكيفيات الصلوات ذاتها عندهم من اقتراح البشر وليس كما أرادها وأمر بها الله !

19- عيسى عليه السلام :
أول معجزاته في الإنجيل وأول معجزاته في القرآن الكريم :
إن أول معجزة ينسبها إنجيل يوحنا إلى المسيح عليه السلام هي تحويل المسيح الماء إلى خمر أثناء عرسٍ في بلدة اسمها " قانا الجليل " وذلك في قصة تتصدر الأصحاح الثاني من إنجيل يوحنا : " فلما ذاق رئيس المتكأ الماء المتحول خمراً ولم يكن يعلم من أين هي . ولكن الخُدّام كانوا يعرفون " ، قال رئيس المتكأ قولته المخاتلة " . ( يوحنا 2 : 9 ) . ومن المدهش أن إنجيل يوحنا ينص صراحة على أن تحويل المسيح الماء إلى خمر هو أول معجزات المسيح عليه السلام إذ يقول بالحرف الواحد : " هذه بداية الآيات فعلها يسوع في قانا الجليل وأظهر مجده فآمن به تلاميذه " . ( يوحنا 2 : 11 ) . ألم يكن يوحنا " اليوناني " الذي صاغ الإنجيل الرابع مستمداً معلوماته فيما يتعلق بسيرة حياة المسيح من " الشيخ يوحنا بن زبدي " ، يعيش بمدينة إفسس التي انتهى إليها المطاف " الشيخ يوحنا بن زبدي " ؟ ولقد كانت مدينة إفسس هذه معروفة بأنها مدينة الخمر والعهر . كانت مدينة  إفسس " مدينة رومانية حرة " . ( المطلعون على تاريخ الدولة الرومانية يعرفون جيداً معنى " المدينة الرومانية الحرة " . وليس من الغريب إذاً أن " يوحنا اليوناني " الذي أوكلوا إليه صياغة " إنجيل " باللغة اليونانية يصرح بألوهية المسيح ، قد صرح أول ما صرح بإباحة الخمر إذ جعل المسيح يحول الماء خمراً ، وجعل أم المسيح تسقي بنفسها الناس خمراً . وصرّح ثاني ما صرح بإطلاق سراح الزانية المتلبسة بالزنى دون عقاب ، وإن لم يستطع أن يصرح بنص صريح واضح بألوهية المسيح كما كانوا قد طلبوا منه ! .
هذا ، ونجد أن أول معجزة ينسبها القرآن الكريم إلى المسيح عليه السلام هي دفاع المسيح عن أمّه ودفعه افتراء قومها عليها واتهامهم لها بما لم يحدث منها ، ذلك ، وهو ، عليه السلام ، لا يزال طفلاً رضيعاً في مهده في الأسبوع الأول لمولده عليه السلام ! ويصور القرآن الكريم هذه المعجزة الكبرى كأول معجزة من معجزات المسيح عليه السلام إذ يقول الله سبحانه في القرآن الكريم ، وإن هذا لهو القصص الحق ، يقول الله سبحانه وتعالى : ( فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ، يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ، فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ، قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ، وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ، وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ، وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ، ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ، مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ، وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ) ([11]) .
زراية المسيح على كبار السن من قومه كما يصورها الإنجيل :
(أ) " لكن ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراءون… " ( متّى 23 : 13 ) .
 " أنتم جيل شرير وفاسق ويطلب آية … " أيها الحيّات أولاد الأفاعي… ( متّى 23 : 33 ) .
(ب) ولقد جعلوه يستهل مخاطبته لأمه بقوله لها : " يا امرأة " بدلاً من أن يقول لها " يا أمي " أو يستخدم أي تعبير آخر يدل على أنه كان " باراً بوالدته " . جعلوه يقول لها : " يا امرأة " ( يوحنا 2 : 4 ) تماماً تماماً كما جعلوه يقول للمرأة الزانية : " يا امرأة أين هم أولئك المشتكون عليك " ( يوحنا 8 : 10 ) . والمشتكون عليها – إن لم يكن للقارئ الكريم خبرة بلغة الإنجيل هم المتهمون لها بالزنى . لقد جعلوه بالإنجيل يخاطب أمّه بذات اللفظ غير اللائق من ابن لأمه الذي خاطب به المرأة الزانية : " يا امرأة " !
وأمير السلام كما لقبوه يفخر بأنه لم يأت إلى العالم ليهب العالم سلاماً على الأرض ، بل يعلن أنه قد جاء ليبث في العالم ناراً وفرقة وانقساماً ، إذ جعلوه في الإنجيل يقول : " جئت لألقي ناراً على الأرض فماذا أريد لو اضطرمت " . ( لوقا 12 : 49 ) . وأيضاً جعلوه يقول بالإنجيل : " أتظنون أني جئت لأعطي سلاماً على الأرض . كلا أقول لكم . بل انقساماً " . ( لوقا 12 : 51 ) .
ولم يكن عيسى وفق نصوص الإنجيل إلهاً ! إن عيسى عليه السلام لم يكن يسمح لأحد – كما ورد بالإنجيل – أن يصفه بأنه رجل " صالح good " ناهيك عن " إله god " ، ولو كان الحرف الذي تبتدئ به كلمة " إله " في اللغات اللاتينية مبدوءاً بحرف صغير " g " ؛ وهي كلمة كانت مألوفة في أعراف اليهود وتقاليدهم إذ كانوا يطلقون لفظة " إله god " على " عالم الدين " عندهم . كانوا يعتبرون علماء الدين " آلهة gods " أو " ربيون Rabbis " جمع " ربِّي " ، إذ أن رجل الدين كان يتحدث غالباً عن الله أو عن الرب . وإذ لاحظ المسيح عليه السلام أن علماء الدين اليهود في عصره قد حادوا وانحرفوا عن تفسير كلام الله التفسير الصحيح ، قام المسيح عليه السلام بالمهمة ، وقام بتصحيح ما حرّفوه من العقائد فيما يتعلق بالله وبشريعة الله كما أنزلها بالتوراة . ورفض المسيح أن يلقب نفسه بلقب " إله " أو " ربِّي " مؤثراً أن يلقب نفسه بأنه " ابن الله " تواضعاً منه عليه السلام ، وتمييزاً لتعاليمه عن تعاليم الآلهة والربيين الفاسدة المحرفة .
في ذلك ينص إنجيل متى على ما يلي بالحرف الواحد : " وإذا واحد تقدم وقال له أيها المعلم الصالح أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية . فقال له لماذا تدعوني صالحاً . ليس أحد صالح إلا واحد هو الله … " ( متّى 19 : 16 - 17 ) .

ولم تكن قدرة عيسى نابعة من ذاته :
(أ) " وتقدم يسوع وكلمهم قائلاً : دُفِعَ إلي كل سلطان في السماء وعلى الأرض " . ( متّى 28 : 18 ) . ونلاحظ أن تعبير " كل سلطان " هو التعبير الذي استخدمته الترجمة العربية للإنجيل في مقابل التعبير الإنجليزي " all power " وجدير بالملاحظة أيضاً أن فعل " دُفِعَ " الموجود مضبوطاً بالشكل في الترجمة العربية للإنجيل هو هو مقابل تعبير " was given to me " ، وهو في الحالتين مبنيّ للمجهول . ولصيغة المبني للمجهول في هذا النص دلالة حاسمة : من الذي أعطى " السلطان " كما آثرت الترجمة العربية أو " القوة " أو " القدرة " كما صرحت الترجمة الإنجليزية ؟ ومن الذي تلقاها وأخذها واستخدمها ؟ لا ريب ولا جدال في أن الله سبحانه وتعالى هو الذي أعطى ووهب القوة أو القدرة ، وأن سيدنا عيسى هو الذي تلقاها وأخذها واستخدمها . والقوة والقدرة المشار إليها في هذا النص هي القدرة على إتيان المعجزات التي سمحت بها إرادة الله إذ أجرى الله معجزات معينة على يدي المسيح عليه السلام ليؤمن ويصدق قومه أنه عليه السلام إنما كان رسول الله بحق إلى قومه من بني إسرائيل الذين كان رجال الدين منهم قد حجبوا كلام الله عن الناس وحرّفوه وبدّلوه وأساءوا تفسيره . وها هم أولاء حتى اليوم يعتبرون أن المعجزات التي أجراها الله على يدي المسيح دلالة على صدق نبوته ورسالته إنما هي بنظرهم فيما يزعمون دلائل وبراهين على ألوهية المسيح عليه السلام .
إن القرآن الكريم ينسب إلى سيدنا عيسى عليه السلام المعجزات التي ينسبها إليه الإنجيل ، بل إن القرآن الكريم ينسب إلى سيدنا عيسى عليه السلام معجزات أكثر من تلك المعجزات التي ينسبها إليه الإنجيل . ولكن القرآن الكريم يُنبئنا أن تلك المعجزات كانت دلائل على صدق نبوة ورسالة سيدنا عيسى عليه السلام إلى قومه من بني إسرائيل ، ولم تكن أدلة ألوهية . وحتى اليوم لا يزال أولئك المضللون ممن يزعمون ألوهية عيسى يقولون : من الذي أحيا الميت ؟ ومن ... ؟ ومن .. ؟ ثم يسألون : ألا يدل ذلك على أن عيسى كان إلهاً ؟ ويقول لهم القرآن الكريم : كلا . لا تدل هذه المعجزات على أن عيسى كان إلهاً . إنها تدل على صدق رسالته إلى قومه . إن الله بقدرته سبحانه وتعالى هو الذي أمدّ سيدنا عيسى عليه السلام بالقدرة على إتيان هذه المعجزات ، ولم تكن القدرة على إتيان هذه المعجزات نابعة من ذات سيدنا عيسى عليه السلام . ومن الغريب حقاً أن نصوص الإنجيل ، بحالته الراهنة تؤكد في أكثر من موضع أن قدرة سيدنا عيسى على إتيان المعجزات لم تكن نابعة من ذات سيدنا عيسى عليه السلام ، بل هي قدرة الله أمدّ بها سيدنا عيسى عليه السلام كما يثبت ذلك النص السابق ، وكما يثبت ذلك النصوص التالية التي أوردها المؤلف كما يلي :
(ب) " أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئاً . كما أسمع أدين ودينونتي عادلة لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي أرسلني " . ( يوحنا 5 : 30 ) .
نفى المسيح عليه السلام القدرة على أن يفعل شيئاً من نفسه نفياً صريحاً قاطعاً . وإذا كان الذي أرسل المسيح عليه السلام موجوداً ، فماذا عساه أن يكون المسيح عليه السلام إن لم يكن المسيح رسولاً من رسل الله عليه وعليهم السلام ؟!
(ج) " .. ولكن إن كنت بإصبع الله أخرج الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت الله " . ( لوقا 11 : 20 ) . وإصبع الله تعبير مجازي فيه كناية عن قدرة الله .
(د) " ورفع يسوع عينيه إلى فوق وقال أيها الآب أشكرك لأنك سمعت لي . وأنا علمت أنك في كل حين تسمع لي . ولكن لأجل هذا الجمع الواقف قلت . ليؤمنوا أنك أرسلتني . ولما قال هذا صرخ بصوت عظيم لعازر هلمّ خارجاً . فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة ووجهه ملفوف بمنديل . فقال لهم يسوع حلُّوه ودعوه يذهب " . ( يوحنا 11 : 41 - 44 ) .
  ويتساءل المؤلف وكل الحق معه : إذاً ، من ذا الذي ردّ الحياة فأعادها إلى " لعازر " ؟ ويجيب المؤلف وكل الحق معه : إنه الله ! لأن الله قد سمع واستجاب لدعاء سيدنا عيسى عليه السلام ألا يخذله أمام الناس لو أخفق في أن يُظهر أمامهم معجزة تثبت لهم أنه حقاً رسول الله ، كما كان الشأن دائماً . ونقول : نعم . هكذا كان شأن سيدنا عيسى مع الله دائماً . وعندما علّق الحواريون تصديقهم لنبوته ورسالته على أن ينزل إليهم مائدة من السماء " أنزلها الله " لهم كما ينبئنا بذلك القرآن الكريم .
  ولنستمع الآن إلى شهادة الحواري بطرس ، كما أوردها الإنجيل الموجود بيد النصارى بحالته الراهنة إذ يقول :
(هـ) " أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال : يسوع الناصريّ رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم أيضاً تعلمون " . ( أعمال الرسل 2 : 22 ) .
  ونقول : أي كلام على وجه الأرض مما يتكلمه أو يكتبه البشر يمكن أن نجده أوضح أو أكثر حسماً بشأن حقيقة أمر المسيح عليه السلام : رجلٌ ... !
  هل أوحى الله إلى لوقا أن يقول : إن عيسى عليه السلام ( يسوع ) إنما كان ابن يوسف ؟ وذلك إذ يقول لوقا بالإنجيل المنسوب إليه : " ولما ابتدأ يسوع كان له ( نحو ) ثلاثين سنة وهو على ( ما كان يُظنُّ ) ابن يوسف ... " .
وبتأمل هذا النص الذي أوردناه بين علامتي تنصيص وأشرنا إلى موضعه بالإنجيل المنسوب إلى لوقا ، يُلاحظ أنّ كلمة " نحو " عند ذكر لوقا لعمر المسيح عندما ابتدأ .. ابتدأ ماذا ؟ ابتدأ الدعوة إلى الله وعبادة الله بحق ! طبعاً – فيما يرى المترجم – لم يستطع لوقا ، ولا من كتبوا وترجموا إنجيله إلى مختلف لغات العالم أن يذكروا " المفعول به " لفعل " ابتدأ " لماذا ؟ إن فعل " ابتدأ " فعل متعدٍ ، وليس فعلاً لازماً . نقول : ابتدأ المعلمُ الدرسَ . ونقول : ابتدأ الحكم المباراة .. لماذا أمسكوا عن ذكر المفعول به للفعل المتعدي " ابتدأ " ؟ السبب في ذلك من وجهة نظرنا المتواضعة أنهم لو ذكروه لذكروا أن عيسى عليه السلام كان رسولاً يدعو الناس إلى عبادة الله ، ولم يكن إلهاً كما يزعمون له . ولو لم يسيئوا استخدام اللغة لكان ضرورياً نزولاً على أحكام اللغة أن يجري النص الذي أشرنا إليه كما يلي : " ولما ابتدأ يسوع " الدعوة إلى عبادة الله الحق " .. ولكن مجرد ذكر " المفعول به " لفعل " ابتدأ " يكشف زيف عقيدتهم بشأن المسيح عليه السلام ، فأمسكوا عن ذكر " المفعول به " .
  ونعود إلى كلمة " نحو " إذ أنها كما يلاحظ المؤلف تدل على الترجيح وعدم اليقين . ولو كان الكلام كلام الله أوحاه إلى " لوقا " لما أحوج اللهَ اليقينُ . ألم يكن الله يعرف عندما أنزل هذا الكلام على " لوقا " كم كان عمر المسيح عليه السلام عندما ابتدأ .. ؟! ويقول المؤلف عن ذلك : إن الروح القدس The Holy GHOST وهو الذي يعتبرونه منبع الوحي للقديسين حتى اليوم يوحى إليهم كلام الله ، يقول المؤلف عن ذلك : إن الروح القدس لم يكن متأكداً ، كما أن المؤلف يوجه الانتباه إلى أن عبارة " على ما كان يُظن " إنما هي عبارة عجيبة غريبة يستحيل أن تكون من كلمات الله . ويرجح المؤلف : أن هذا التعبير " على ما كان يظن " لم يكن موجوداً في الأصل اليوناني الذي كتبه " لوقا " ، وأنه من وضع كتّاب ونسّاخ الإنجيل في عصور تالية أو من وضع المترجمين إلى لغات أخرى في عصور تالية ، وكانوا يضعونه بين قوسين كما فعل المؤلف عند إيراده للنص بالإنجليزية ، ويوماً بعد يوم ، وجيلاً بعد جيل تغاضى نُسّاخ الإنجيل ومترجموه عن إثبات القوسين فاختفيا واندمج الكلام الذي تضمنته عبارة " على ما كان يظن " وأمثالها في كلام الله الموجود بالكتاب المقدس . وعندما تمت ترجمة الكتاب المقدس إلى لغات أخرى مثل اللغة العربية أو الإنجليزية أو الفرنسية أو لغات إفريقية لم يكترث أحد بشأن القوسين اللذين تم رفعهما أي اكتراث لتصبح مثل هذه الكلمات على لسان لوقا باعتبار أنها كلمات الله .. وهكذا يتحول كلام البشر إلى كلام الله بسهولة في المسيحية !
وكان يسوع – كما صوّروه بالكتاب المقدس – مؤثراً لنفسه :
   " وفيما كان يسوع في بيت عنيا في بيت سمعان الأبرص تقدمت إليه امرأة معها قارورة طيب كثير الثمن فسكبته على رأسه وهو متكئ . فلما رأى تلاميذه ذلك اغتاظوا قائلين لماذا هذا الاتلاف لأنه كان يمكن أن يباع هذا الطيب بكثير ويعطى للفقراء . فعلم يسوع وقال لهم لماذا تزعجون المرأة فإنها قد عملت بي حسناً . لأن الفقراء معكم في كل حين . وأما أنا فلست معكم في كل حين " . ( متّى 26 : 7 - 11 ) .

20- هل كان عيسى عليه السلام إلهاً معدوم القدرة ؟ …
(أ) " أنا لا أقدر على شيء من نفسي … " ( يوحنا 5 : 30 )
ولم يكن له علم بموعد يوم القيامة :
(ب) " وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب " . ( مرقس 13 : 32 ) .
فكيف بالله يكون يسوع إلهاً ، وكيف يزعمون أنه سيجلس على يمين العظمة أي على يمين الله يوم القيامة ليدين العالم أي ليحاسب بني آدم ؟! كيف ؟ كيف يكون يسوع إلهاً فيما يزعمون إذا كان باعترافهم لا يعرف موعد يوم القيامة ؟!
ولقد ذكر الكتاب المقدس أن يسوع كان لا يدري ما فصول السنة :
(ج) " وفي الغد لما خرجوا من " بيت عنيا "  " جاع " . فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئاً فلما جاء إليها لم يجد شيئاً إلا ورقاً . لأنه لم يكن وقت التين " . ( مرقس 10 : 12 - 14 ) .
هكذا يكتبون عن المسيح عليه السلام في الكتاب المقدس الذي اقتبسنا منه النص السابق . حرفياً كما أشرنا . جاع ! أيكون المسيح إلهاً ويجوع ؟! وليتهم سكتوا عنه إذ جاع وذهب إلى شجرة عساه يجد فيها شيئاً ولم يجد . لقد أدّت بهم رغبتهم في ذكر التفاصيل إلى محاولة بيان السبب والتعليل ، تعليل أن لم يجد في شجرة التين أي ثمار ، فأوضحوا لنا السبب ، فلم يُزِلْ السبب العجب ، بل زاده عجباً فوق عجب . قالوا : " لأنه لم يكن وقت التين ! " ألم يكن المسيح يعلم كما يعلمون أنه لم يكن وقت التين ؟! وهكذا تتكامل تخبطات تصويرهم للمسيح عليه السلام في الكتاب المقدس : إله يجوع ! ويذهب إلى شجرة تين ليجد شيئاً يأكله فلا يجد فيها شيئاً ! ويصرون على ذكر السبب . والسبب الذي ذكروه أنه لم يكن وقت التين ، ولم يكن " يسوعهم وإلههم " يعرف هذه الحقيقة البسيطة التي يعرفونها . لقد ذكروا السبب ، فلا داعي فيما يتصورون لأي عجب . إنهم في حقيقة الأمر قد زادوا وأضافوا عجباً إلى عجب !

هل كان عيسى عليه السلام إلهاً يعطش عندهم ؟
(د) " بعد هذا رأى يسوع أن كل شيء قد كمل فَلِكَيْ يتم الكتاب قال أنا عطشان " . ( يوحنا 19 : 28 ) .
وليس ثمة أي بأس في أن يقول سيدنا عيسى عليه السلام قولة " أنا عطشان " ، ذلك أنه في حقيقة الأمر رسولٌ بشرٌ إنسان ؛ ولكن البأس كل البأس إنما هو أن يتصور أي إنسان أن ذلك الرسول الإنسان الذي كان يجوع ويأكل الطعام ويعطش ويشرب ويحدث له كل ما يحدث لأي إنسان يأكل ويشرب ويحدث ، ويكون مع ذلك بنظرهم إلهاً ، أو جزءاً من أجزاء الإله تحت أي تصور أو مسمى .

أيصورون عيسى عليه السلام إلهاً يبكي ؟
(هـ) " بكى يسوع " . ( يوحنا 11 : 35 ) . وتكاد تكون هذه هي أقصر جملة بالكتاب المقدس . ولقد كان حرياً بيسوع أن يبكي . ألم يكن يسوع إنساناً ؟ بلى ! لقد كان عيسى عليه السلام الذي أسموه " يسوع " ، كان بشراً رسولاً . وليس ثمة عجبٌ أي عجب في أن ينسب إليه أحدٌ بكاءً ، ولكن العجب كل العجب أن يفاجئ ذلك الذي نسب واقعة البكاء إلى يسوع أن يسوع الذي ذكر بنفسه أنه بكى إنما هو – فيما يزعم ذلك الذي شهد بكاءه – إله ! .

هل يمكن تصور إله يجربه أو يغريه الشيطان ؟
(و) " وللوقت أخرجه الروح إلى البرية . وكان هناك في البرية أربعين يوماً يُجَرَّبُ من الشيطان " . ( مرقس 1 : 12 - 13 ) .
 " يُجَرَّبُ من الشيطان ! .. " ذلكم هو تعبير الإنجيل في ترجمته العربية التي أنقل منها حرفياً . والتعبير الإنجليزي الذي يقابله هو tempted by satan وهو يعني أكثر من معنى إذ يعني : يجرب . يغري . يغوي . يختبر عن طريق الإغراء . هذه كلّها معانٍ لفعل tempt ولسنا ندري : هل يليق أن يجرب أو يغري أو يغوي الشيطان الإله ؟ والتجربة أو الاختبار إنما ينجم عنهما إما نجاح وإما فشل . وماذا كان يمكن أن يحدث في حالة ما إذا فشل يسوع إذ جربه الشيطان أربعين يوماً من الناحية النظرية البحتة ؟ إن تصور إمكانية ذلك تجعل ألوهية يسوع على كف الشيطان ! وإذا كان نجاح يسوع مضموناً ، فلماذا التجربة أصلاً ؟ ومن يجرّب من ؟ الشيطان يجرب يسوع ؟ هل يستسيغ أحد مثل هذا التصور . حقاً . إن الناس أحرار . وللناس فيما يتصورون مذاهب كما أن للناس فيما يصورون مذاهب . كل ما في الأمر أن الناس أيضاً أحرار في أن يبدوا رأيهم فيما صوره المصورون وعرضوه على الناس كفن من الفنون يستسيغه العقلاء من الناس أو يتهمونه بالجنون !

21- هل كان عيسى عليه السلام عنصرياً ؟
مؤصلاً للتمييز العنصري وجاء لليهود فحسب ؟ :
(أ) " هؤلاء الإثني عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلاً : إلى طريق أممٍ لا تمضوا وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا بل اذهبوا بالحرى إلى خراف بيت إسرائيل الضالة – ( معناه اذهبوا إلى اليهود فقط لا غير ) . ( إنجيل متّى 10 : 5 - 6 ) .
(ب) " ثم خرج يسوع من هناك وانصرف إلى نواحي صور وصيداء . وإذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت إليه قائلة ( وبدلاً من تعبير " صرخت إليه قائلة " تقول الترجمة الإنجليزية worshipped him saying وللتلاعب بكلمة " worship " صورٌ متعددة سيرد ذكرها فيما بعد ) ارحمني يا سيد ( وتأمل أيها القارئ الكريم الكلمة الإنجليزية المقابلة لكلمة " سيد " في الترجمة الإنجليزية إنها تبدأ ب " L " كبيرة هكذا Lord للخلط بين مفهوم السيد في قومه وبين الإله ) يابن داود وابنتي مجنونة جداً ( كانت تريده أن يساعد في شفائها بما عرف عنه من تحقيق معجزات بقدرة الله ) . فلم يجبها بكلمة . فتقدم إليه تلاميذه وطلبوا إليه قائلين اصرفها لأنها تصيح وراءنا فأجاب وقال لم أرسل إلا إلى خراف بني إسرائيل الضالة . فأتت وسجدت له يا سيد أعِنِّى . فأجاب وقال ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب ( يعني أن غير اليهود من بني إسرائيل كلاب ! أهكذا ؟ هل يعقل أن المسيح عليه السلام كان يعتبر غير اليهود من بني إسرائيل كلاباً ؟! وإذا لم يكن هذا الاعتبار معقولاً ، فلماذا ينسبه الكتاب المقدس إلى المسيح ويجريه على لسانه فيما ينسبونه إليه . إنها عقدهم يريدون أن يضفوا عليه شرعية . بإلصاقها بالمسيح عليه السلام ! ) ( إنجيل متّى 15 : 21 - 26 ) .
  هكذا كرّسوا التمييز العنصري في دعوة المسيح عليه السلام وقصروها بموجب هذين النصين على اليهود من بني إسرائيل . هذان النصان من إنجيل متّى في الموضعين المشار إليهما يكرسان أيضاً وبالإضافة إلى التمييز العنصري قصر دعوة المسيح على اليهود من بني إسرائيل فحسب . ونوِّدُّ ههنا أن يتجه انتباه القارئ الكريم إلى تناقض من أكبر تناقضات الكتاب المقدس وأكثرها هولاً وعدم معقولية . فليقرا القارئ الكريم آخر الأصحاح الثامن والعشرين من ذات ذات إنجيل متّى إذ يقول : " فتقدم يسوع وكلمهم قائلاً : دفع إلى كل سلطان في السماء وعلى الأرض فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس . وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيكم به … " ( متى 28 : 18 - 20 ) هل كانت رسالة المسيح قاصرة على بني إسرائيل من اليهود كما أوصى المسيح نفس تلاميذه بالجملتين الخامسة والسادسة من الأصحاح العاشر ؟ أم كانت دعوة المسيح عامة موجهة لكل وجميع الأمم بموجب الجملتين التاسعة عشر والعشرين من الأصحاح الثامن والعشرين من ذات إنجيل متّى ؟ لا ريب أن رسالة المسيح كانت موجهة إلى بني إسرائيل من اليهود وحدهم ، ولكن المسيح لم يدع إلى تمييز عنصري .

22- أيطير المسيح عليه السلام في الجو كواحد من أبطال السينما ؟
 " ومتى طردوكم من هذه المدينة فاهربوا إلى الأخرى . فإني الحق أقول لكم لا تكملون مدن إسرائيل حتى يأتي ابن الإنسان " . ( متّى 10 : 23 ) … المسيح إذاً يوصي أتباعه ما يفعلون من بعده على حد قول إنجيل متّى ! وهو يعدهم أنهم عندما يكملون الهرب في " كل مدن إسرائيل سيأتي إليهم المسيح من السماء أي طائراً إليهم ! .
وجعلوا عيسى عليه السلام يتكلم بالأحاجي ليخدع الناس غير المنتمين لبني إسرائيل :
 " … فقال لهم : قد أُعْطِيَ لكم أن تعرفوا سر ملكوت الله ( هكذا ! ) وأما الذين هم من خارج ( خارج ماذا ؟ هل يعني الناس الذين ليسوا من بني إسرائيل ) فبالأمثال يكون لهم كل شيء ( مما أقول حتى لا يفهموا ؟ ) لكي يبصروا مبصرين ولا ينظروا ويسمعوا سامعين ولا يفهموا لئلا يرجعوا فتغفر لهم خطاياهم " . ( مرقس 4 : 11 - 12 ) – وما الضرر أو الضير في أن يرجعوا فتُغْفَرْ لهم خطاياهم ؟ آه ! إنهم لا يستحقون ذلك لأنهم ليسوا من بني إسرائيل … مزيدٌ من العنصرية البغيضة يلصقونها بالمسيح عليه السلام !

الكراهية أساس الإيمان عند المسيح عليه السلام :
كما صور الإيمان الكتاب المقدس في مثل هذا النص الذي يقول : " إن كان أحدٌ يأتي إليّ ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه أيضاً فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً " . ( لوقا 14 : 26 ) . وإننا لنسأل : هل كل هذا الكم من الكراهية والبغض لازم من أجل التلمذة ؟
ويناقض بطرس المسيح عليه السلام بشأن ما ذكره المسيح من أنه عليه السلام فيما زعموا هو الطريق الوحيد ، إذ جعلوه عليه السلام يقول : " قال له يسوع أنا هو الطريق والحق والحياة . ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي " . ( يوحنا 14 : 6 ) . ويناقضه قول بطرس : " ففتح بطرس فاه وقال بالحق أنا أجد أن الله لا يقبل الوجوه . بل في كل أمة الذي يتقيه ويصنع البِرّ مقبول عنده " . أي عند الله . ( أعمال الرسل 10 : 34 - 35 ) .

23- اليهود كشعب مارق دائم التمرد غير مهتدٍ :
 " ولقد كنتم تعصون الربّ منذ يوم عرفتكم " .

شعب غليظ الرقاب :
 " فعندما كمّل موسى كتابة كلمات هذه التوراة في كتاب إلى تمامها أمر موسى اللاويين حاملي تابوت عهد الرب قائلاً خذوا كتاب التوراة هذا وضعوه بجانب تابوت عهد الرب إلهكم ليكون هناك شاهداً عليكم لأني أنا عارف تمردكم ورقابكم الصلبة . هوذا وأنا بعد حي معكم اليوم قد صرتم تقاومون الرب فكم بالحرى بعد موتي " . ( سفر التثنية 31 : 27 ) . ويجدر بنا أن نسأل : من يتكلم إلى من ؟ عن من ؟ ويجدر بنا أن نلحظ تسلل اللهجة العامية إلى تركيبة عبارات مثل : " لأني أنا عارف تمردكم " حيث إن التركيبة غير العامية لهذا التعبير هي : " لأني أعرف " ! ولا يمكن ادعاء المحافظة على ألفاظ وطريقة تركيب الكلام أثناء الحوار ، إذ أن الحوار لو افترضنا ثمة حوار لم يجر باللغة العربية . ومترجم التوراة إلى اللغة العربية يتحدث بأسلوب وصفي بحت Descriptive أهكذا ينبغي أن تكون لغة وأساليب كتاب مقدس ؟ أليس جمال اللغة وبلاغة الأساليب أجدر وأليق بالكتاب المقدس ؟!
استعبادٌ ثانٍ بمصر :
 " ويردك الرب إلى مصر في سفن في الطريق التي قلت لك لا تعد تراها فتباعون هناك لأعدائك عبيداً وإماءً وليس من يشتري " . ( سفر التثنية 28 : 68 ) .
وأيضاً : " أما ذبائح تقدماتي فيذبحون لحماً ويأكلون . الرب لا يرتضيها . الآن يذكر إثمهم ويعاقب خطيتهم إنهم إلى مصر يرجعون " . ( سفر هوشع 8 : 13 ) – ألا يريد الرب أن يأكلوا من لحوم التقدمات ؟ إنهم إذ يأكلون منها سيتذكر الرب آثامهم السابقة . كأن الرب قد نسيها ، وعندما يجدهم يأكلون من التقدمات يتذكرها . فيعاقبهم بإرجاعهم إلى مصر ، وكأن مصر هي منفى يستخدمه الرب لعقاب من يشاء أو من يثير حفيظته بمسلك لا يرتضيه كأن يأكل شيئاً من لحوم التقدمات فيما يصورون ، ويا لها من معانٍ غريبة تلك التي يتصورون . فليتصوروا ما يشاءون ، ولكن من حق الناس أن يفرزوا من بضاعتهم ما يعرضون .

ويستبدل الله باليهود قوماً آخرين :
 " لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره " . ( إنجيل متّى 21 : 43 ) . ويرى كثير من الباحثين ، وهو الرأي الذي نرجحه أن الأمة الأخرى التي يعطيها الله ملكوت السماء بدلاً من اليهود من بني إسرائيل هي أمة العرب حيث اختار الله خاتم الأنبياء والمرسلين محمداً صلى الله عليه وسلم مـن بني إسماعيل وليس من بني إسرائيل .

24- قَطُورَة …
الزوجة الثالثة لسيدنا إبراهيم عليه السلام :
 " وعاد إبراهيم فأخذ زوجة اسمها قطورة " . ( سفر التكوين 25 : 1 ) .
وإذ يعتبر الكتاب المقدس ذاته قطورة هذه زوجة لسيدنا إبراهيم نجد أن الكتاب المقدس نفسه يناقض نفسه في سفر أخبار الأيام الأول إذ يصف قطورة بأنها من سراري سيدنا إبراهيم عليه السلام ، أي أنها كانت محظية من محظياته اللهم إلا إذا كان الله لا يعرف الفرق ، ولا يفرق كما يفرقون بين الزوجة wife والسرية أو المحظية concubine لا يعقل أحد أن الله يتناقض في أقواله ولا يعرف الفرق بين الزوجة والمحظية ، ولكنها دون ريب تقلبات وتخبطات اليهود عندما تغلب عليهم نزعتهم العنصرية ، ونورد هنا النص المتعلق بقطورة هذه الموجود بسفر أخبار الأيام الأول الذي يكرس لقطورة وصف المحظية ، وندع للقارئ الكريم أن يحدد استناداً إلى الكتاب المقدس ما إذا كانت قطورة زوجة لسيدنا إبراهيم عليه السلام أم محظية . يقول سفر الأيام الأول عن قطورة ذاتها ما يلي :
 " وأما بنو قطورة " سرية إبراهيم " فإنها ولدت زمران وبقشان ومدان ومديان ويشباق وشوحا . وابنا بقشان شبا وددان . وبنو مديان عيفة وعفر وحنوك وأبيداع والدّعة . فكل هؤلاء بنو قطورة . وولد إبراهيم إسحق . وابنا اسحق عيسو وإسرائيل " . ( سفر أخبار الأيام الأول 1 : 32 - 34 ) . هل كانت قطورة زوجة لسيدنا إبراهيم عليه السلام كما يقول سفر التكوين أم محظية من محظياته وسرية من سراريه ) كما يقول سفر أخبار الأيام الأول ، والسفران من أسفار الكتاب المقدس ؟

25- مذابح جماعية على أيدي اليهود :
لقد سبق أن أوضحنا في مقدمة ترجمتنا لهذا الكتاب الفرق الهائل الهام بين القتال Fighting  والقتل Killing وهاهوذا الكتاب المقدس يأمر اليهود بالقتل لا بالقتال ! قتل من ؟ قتل كل الرجال والنساء والأطفال وكل امرأة حبلى واستبقاء العذارى للاستمتاع بهن ! كما يأمر الكتاب المقدس بتخريب البيئة في الأراضي المحتلة تخريباً تاماً بحيث لا تصلح لاستمرار حياة البشر ! وفيما يلي النصوص التي يوردها المؤلف من الكتاب المقدس لتؤكد هذه الحقائق الدامغة . وجدير بالناس ، كل الناس ، أن يفرقوا بين الحقائق والأباطيل :
(أ) " فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال . وكل امرأة عرفت رجلاً بمضاجعة ذكر اقتلوها . ولكن جميع الأطفال من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر أبقوهن لكم حيّاتٍ " . ( سفر الأعداد31 : 17 - 18 ) . وبعد قليل بذات سفر الأعداد يخبرنا الكتاب المقدس أن عدد البنات المسبيات اللائي لم يسبق لهن زواج قد بلغ 32,000 من البنات العذارى . " وكان النهب فضلة الغنيمة التي اغتنمها رجال الجند من الغنم ست مائة وخمسة وسبعين ألفاً . ومن البقر اثنين وسبعين ألفاً . ومن الحمير واحداً وستين ألفاً . ومن نفوس الناس من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر جميع النفوس اثنين وثلاثين ألفاً " . ( سفر الأعداد 31 : 32 - 35 ) .
والعجب العجاب أن الكتاب المقدس يخبرنا أنهم قد أخرجوا زكاة للرب من جميع ما غنموه وأحصاه سفر الأعداد بما في ذلك البشر ، وبعد أن أوضح الكتاب المقدس مقدار الزكاة من الغنائم المختلفة أورد مقدار الزكاة من البشر باعتبار أنه " ونفوس البشر ستة عشر ألفاً وزكاتها للرب اثنين وثلاثين نفساً . فأعطى موسى الزكاة رفيعة للرب لألعازار الكاهن كما أمر الرب موسى " . ( سفر الأعداد 31 : 40 - 41 ) . كيف تم رفع الزكاة رفيعة الرب من البشر على وجه الخصوص ؟ هل أصاب الله شيء من دمائهم أو لحومهم ؟ لم تكن المشكلة بهذه الصعوبة . لقد أعطاهم سيدنا موسى عليه السلام فيما ينبئنا الكتاب المقدس إلى ألعازار الكاهن . ومن الواضح أن ألعازار الكاهن قد اتخذ منهم خدماً للمعبد . إنهم لا يتعبدون في المعبد ، ليس هذا مهماً بطبيعة الحال ، ولكنهم يقومون بأعمال الخدمة فيه . دعوة الناس إلى الإيمان بالله بنظرهم لا تهم . المهم هو استعباد الناس والسيطرة عليهم وتسخيرهم لآداء أحط الأعمال .
(ب) " وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيباً فلا تستبق منها نسمة " ( سفر التثنية 20 : 16 ) وإذا كان استخدام مترجم الكتاب المقدس إلى اللغة العربية لكلمة " نسمة " قد خفف من حدة صدمة المشاعر إزاء هذا النص ، فإن مترجم الكتاب المقدس إلى الإنجليزية لم يوار شيئاً من البشاعة إذ قال : you ( Jews ) shall save alive Nothing that Breathes .
وفي ذلك أمر صريح بعدم استبقاء شيء حي على أرض البلاد المفتوحة غزواً من الأشياء التي يمكن أن تتنفس نباتاً وحيواناً وإنساناً !
(ج) هاجم اليهود مدينة ، وأخذوا المدينة ويحكي الكتاب المقدس عما فعله اليهود بالمدينة التي هاجمها اليهود وأخذوها فيقول بالحرف الواحد : " وحرموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة مـن طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف " . ( سفر يشوع 6 : 21 ) .
  ولا يهم طبعاً ما هو اسم المدينة التي يصف الكتاب المقدس أن اليهود هاجموها ودخلوها ، ولا يهم ما إذا كانت هي أريحا أو غيرها ، ولا يهم كيف دخلوها ولا كيف أن مجرد هتافهم حول الأسوار قد هدم الأسوار فدخلوها . المهم هو بيان الكتاب المقدس ووصفه ما فعلوه عندما دخلوها . وهكذا يفعلون ! عندما يغلبون وينتصرون لا يعطفون ولا يشفقون ولا يرحمون .
(د) " وأخذ يشوع مقيدةً ، في ذلك اليوم وضربها بحد السيف وحرّم ملكها هو وكل نفس بها . لم يُبْقِ شارداً … " ( سفر يشوع 10 : 28 ) .

26- ملكي صادق :
يصفه الكتاب المقدس باعتبار أنه كاهن الله العلي في " بيت ساليم " له صفاتٌ وخصائص تفوق صفات وخصائص يسوع عندهم إذ يقول عنه الكتاب المقدس ما يلي :
 " لأن ملكي صادق هذا كاهن الله العليّ الذي استقبل إبراهيم راجعاً من كسرة الملوك وباركه الذي قسم له إبراهيم عُشراً من كل شيء المترجم أولاً ملك البر ثم أيضاً ملك ساليم أي ملك السلام بلا أب بلا أم بلا نسب لا بداءة أيام له ولا نهاية حياة وهو مشبه بابن الله هذا يبقى كاهناً إلى الأبد " . ( الرسالة إلى العبرانيين 7 : 1 - 3 ) .

27- المسيح : ترجموها إلى الإنجليزية : كرايست Christ :
كلمة المسيح كلمة شائعة الاستخدام في اللغة العبرية . وعندما ترجموها إلى اليونانية أصبحت كرستوس Christos وكلمة كريستوس تعني في اللغة العربية كلمة " الممسوح " ويقابلها في اللغة الإنجليزية كلمة " أنويتد Anointed " ويضيف المؤلف إلى ذلك حقيقة هامة إذ يقول : وفي كل موضع تظهر فيه كلمة " المسيح " نجد لها نفس المعنى . معنى كلمة " المسيح " باعتبار أنها تدل على " الممسوح بالزيت " . وهدف المؤلف من ذلك وإن لم يصرح به ويفصح عنه هو أنه لا ارتباط بين " المسيح " وبين الألوهية التي زعمها له بعض الناس . وليس شرطاً أن يكون " المسيح "  " إلهاً " ولا أن يكون " الإله "  " مسيحاً " ! ويقدم المؤلف توكيداً لهذه الحقيقة ولذلك الهدف أمثلة من الكتاب المقدس وهي :
(أ) " أنا إله بيت إيل حيث مسحت عموداً " . ( تكوين 31 : 13 ) . وهكذا بهذا النص الوارد بالتوراة في الموضع المشار إليه ، حين كان الله فيما تروى التوراة يخاطب يعقوب محدداً له مكان بيت إيل بأنه المكان الذي مسح فيه يعقوب عموداً . هل كان العمود " مسيحاً " مع أن يعقوب كان قد مسحه بالزيت . من الناحية اللغوية المحضة : كان العمود مسيحاً .
(ب) " ثم أخذ موسى دُهَنَ المسحة ومسح المسكن وكل ما فيه وقدّسه . ونضح منه على المذبح سبع مرات ومسح المذبح وجميع آنيته والمرحضة وقاعدتها لتقديسها . وصب من دُهْنِ المسحة على رأس هارون ومسحه لتقديسه " . ( سفر اللاويين 8 : 10 - 12 ) . وكانت المرحضة بناءً على هذا النص مسيحة .
(ج) " … الرب يدين أقاصي الأرض ويعطي عزاً لملكه ويرفع قرن مسيحه " . ( سفر صموئيل الأول 2 : 10 ) . أكان للمسيح قرن يرفعه الله ؟
(د) " أنت الكروب المنبسط المظلل وأقمتك " . ( حزقيال 28 : 14 ) .  والنص هكذا بطبيعة الحال غامض . وسبب الغموض طبعاً هو أن مترجم الإنجيل إلى اللغة العربية قد استخدم ألفاظاً ونعوتاً مهجورة عديمة الاستخدام غير مألوفة المعنى في اللغة العربية . ولكن النص الموجود لذات الكلام في الترجمة الإنجليزية يزيل الغموض الذي يكتنف الترجمة العربية . إن كلمة Cherub في اللغة الإنجليزية تعني الملاك أو الطفل البرئ . وأين في النص العربي ما يقابل هذا الشيء الذي يوصف في الترجمة الإنجليزية للنص بأنه مسيح Anointed  ويوصف في الترجمة العربية للنص بأنه هو " المنبسط المظلل " . على كل حال نستطيع بهدوء وباطمئنان أن نخلص إلى أن " الكروب " موصوف في الكتاب المقدس بأنه " مسيح " وليس بأنه منبسط مظلل ، وإلا كانت الترجمة الإنجليزية للكتاب المقدس خاطئة .
(هـ) " هكذا يقول الرب لمسيحه لكورش الذي أمسكت بيمينه لأدوس أمامه أمماً … " ( سفر أشعياء 45 : 1 ) . ويلاحظ المؤلف أن ملكاً وثنياً قد وصفه الكتاب المقدس ، بل نسبه وأضافه إلى الله . كورش هو مسيح الله … مسيحه !
ولا يمكن لنا أن ندع هذه المسألة المتعلقة " بالمسيح " تمر دون إلقاء بعض الأضواء المتاحة عليها :
كان الملوك يُمْسَحُونَ بالزيت على أيدي الكهنة ورؤساء الأديان عند جلوسهم على العرش وتوليهم مقاليد الملك . ولم يكن الزيت المستخدم في هذه المناسبة نوعاً من الزيوت العادية كزيت الطعام ، بل كانوا يستخدمون أنواعاً معطرة مخلوطة من الزيوت في احتفال على أعلى مستويات الدولة له طقوس معقدة يتصاعد في جنباتها الأبخرة الباهرة .
وكان أنبياء بني إسرائيل أيضاً يُمْسَحون بالزيت إعلاناً عن نبوتهم واعترافاً بها . وكان يقوم بعملية المسح هذه رئيس أحبار اليهود أو أحد الأنبياء الأكبر سناً إذا ظهر في حياته نبي جديد من أنبياء بني إسرائيل . وهكذا مسح يوحنا المعمدان ( سيدنا يحيى عليه ) المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام .
ولم يكن ظهور نبي جديد ممسوحاً أو غير ممسوح ، أقصد مسيحاً أو غير مسيح شيئاً مقلقاً أو أمراً عجباً أو عجيباً بين بني إسرائيل لكثرة ظهور الأنبياء بينهم حيث جرت بذلك مشيئة الله تقويماً لاعوجاجهم المستمر . ولكننا نرى أن اليهود من بني إسرائيل قد استحدثوا " للمسيح " معنى شاذّاً ابتدعوه ورسّخُوه في أعماق نفوسهم وتناقلوه عبر أجيالهم . ويتمثل في مفهوم ذلك المعنى " للمسيح الذي اخترعوه " تمييزهم العنصري واعتقادهم أنهم شعب الله المختار وحلمهم المجنون بأن يحكموا العالم ، كل العالم .
وهكذا تجسد " للمسيح في أذهان اليهود " معنى عجيب حقاً . أصبح معنى " المسيح عندهم " هو النبي ، ليس أي نبي يُمْسَح بالزيت ، ولكنه " النبي المسيح بالزيت الذي يأتي لهم بالشريعة الإلهية الكاملة التي يحكمون بها العالم بأسره عندما يقولون للعالم : " ألسنا نحن بني إسرائيل الذين نعطيكم شريعة الله . إذاً دعونا نحكمكم بشريعة الله " . إنني لم أتوصل إلى هذا المعنى اليهودي الإسرائيلي للمسيح خبط عشواء ، ولكن يقوم عليه وجوداً وصحة أقوى دليل . ولو صحت رواية إنجيل يوحنا ، وهي على الأرجح صحيحة في هذه المسألة ، لو صحت رواية إنجيل يوحنا عندما احتاط اليهود بسيدنا عيسى وهو يتمشى في رواق سليمان بالمعبد فقالوا له : " إلى متى تعلق أنفسنا . إن كنت أنت المسيح فقل لنا جهراً " . ( يوحنا 10 : 24 ) – لماذا لم يقل لهم المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام إنه المسيح ؟ لماذا لم يقل لهم جهراً وبكل بساطة ووضوح وحسم : " نعم . أنا المسيح " . ولقد كان المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام ممسوحاً بالفعل بالزيت على يد يوحنا المعمدان . ولكن المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام كان يعرف المعنى الخاص " الخصوصي " لكلمة " المسيح " الواردة في سؤال اليهود الذين كانوا قد احتاطوا به في رواق سليمان بالهيكل لأنه عليه السلام كان يهودياً . ولو كان قد قال لهم جهراً : " نعم . أنا المسيح " لطالبوه " بالشريعة الكاملة " . وكان المسيح يعرف ذلك . كان اليهود يعرفون أن نبياً سيأتي بالشريعة الكاملة ( تث 18 : 18 ) وكان المسيح يعرف أن رسولاً من بعده اسمه أحمد سيأاتي بالشريعة الكاملة ، ولذلك لم يقل المسيح عليه السلام لأولئك اليهود الذين احتاطوا به " نعم . أنا المسيح " ليريح ويستريح .
وهذا المعنى الذي اخترعه يهود بني إسرائيل " للمسيح " هو أخطر معاني الكلمة على الإطلاق . وما دام عيسى ابن مريم عليه السلام ليس هو " المسيح " الذي ينتظرونه " بمفهومهم للمسيح " فلماذا يزعجهم بتصحيحه وتصويبه وتفسيره الجديد لنصوص التوراة ، وليس لديه الشريعة الإلهية الكاملة ليتمايز عليهم . إنهم ليسوا – من وجهة نظرهم – بحاجة إلى أنبياء جدد . إنهم ليسوا بحاجة إلى علماء دين مشاكسين غير منسجمين مع بقية زملائهم . إنهم بحاجة فقط إلى " مسيح جديد من بني إسرائيل يأتي لهم من الله " بالشريعة الكاملة حيث إن شريعة موسى بنظرهم لم تكتمل . " ... ولا يزال اليهود ينتظرون مجئ " المسيح " !! حتى اليوم ، ولم يأت !! حتى اليوم !! ولقد هان على اليهود شأن سيدنا عيسى ابن مريم ما داموا قد تأكدوا أنه لم يأت لهم بالشريعة الكاملة . ولقد بالغ بعض أتباع المسيح فاعتبروه إلهاً أو ابن إله أو بعض إله ، وإن كان بعض أتباع المسيح والحق يقال لم يضلوا كل هذا الضلال ولقد نافح كثير من أتباع المسيح بدعة تأليه المسيح ، ولكن تيار تأليه المسيح كان جارفاً وكان مسلماً برماح اليونان وسيوفهم ، ولا يزال أتباع المسيح ينتظرون هم أيضاً عودة المسيح أو المجئ الثاني للمسيح لكي يجعلهم " يهزموا كل العالم " ويحكم المسيح عالماً من المسيحيين الخلّص لمدة ألف عام لا يكون فيه على وجه الأرض إنسان غير مسيحي حسب ما تنادي به عقيدة العصر الألفي السعيد Doctorine of millennium فهل يحب أحد المسلمين أن ينضم ؟ لقد دسّوا أحاديث !

28- محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله :
وفقاً لنصوص من الكتاب المقدس بحالته الراهنة :
على الرغم من تحفظ المسلمين على صحة الكلام الموجود بالكتاب المقدس ، وعلى الرغم من اعتقادهم الراسخ أن يد التحريف والتبديل قد جعلت بعض أشقياء العاملين بشئون الدين في العصور الماضية تبدل وتحرف كلام الله عن مواضعه ، إلا أن " بعض " محتوى التوراة والإنجيل لا يزال صحيحاً . إن مثلهم في ذلك مثل من يحرف أو يبدل في نصوص عقد أو وثيقة ، ليس من الضروري أن نتصور أنه المحرف المبدّل قد حرف وبدل كل ألفاظ العقد ، بل يكفي أن يكون قد بدل وحرّف بعض الكلام فحسب . وعلى الرغم من أن نبوة ورسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليست بحاجة في نظر المسلمين إلى إثباتٍ من نصوص بكتاب آخر ، إلا أن وجود شواهد وأدلة من التوراة والإنجيل على صحة رسالة ونبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم له أهمية بالغة وحجية دامغة بالنسبة لغير المسلمين عندما يجدون أن كتابهم الذي يقدسونه رغم وقوع تحريف به لا تزال به أدلة تدل على صحة نبوة ورسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . ومن هذه النصوص يورد المؤلف ما يلي :
(أ) " أيها الأحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم " . ( رسالة يوحنا الأولى 4 : 1 ) . ولقد قررت هذه الجملة برسالة يوحنا وجود أنبياء كذبة ولا بد أن يوجد أنبياء صادقون أيضاً . ويطلب يوحنا ضرورة التمييز بين هذين النوعين من الأنبياء . ويضع يوحنا في رسالته المعيار أو المقياس لاختبار صدق نبوة الأنبياء كما يلي : " بهذا تعرفون روح الله . كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله " . ( رسالة يوحنا الأولى 4 : 2 ) . انظروا القرآن الكريم وتصفحوا ! كم مرة يذكر فيها القرآن الكريم الذي أوحاه الله إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن سيدنا عيسى ابن مريم هو المسيح ؟ وفقاً للمقياس الذي وضعه يوحنا في رسالته الأولى يتضح أن محمداً صلى الله عليه وسلم هو رسول الله حقاً وصدقاً . ولقد تم ذكر محمد صلى الله عليه وسلم – فيما يرى المؤلف – بالاسم في الكتاب المقدس :
(ب) يورد المؤلف نصاً لم نستطع العثور عليه بالترجمة العربية للكتاب المقدس .
(ج) " وأنا أطلب إلى الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد " . ( يوحنا 14 : 16 ) .

29- الأونانية :
كمرضٍ من الأمراض الجنسية النفسية نسبة إلى أونان بالكتاب المقدس ! ويعرف قاموس نيو كولينز الطبي الأونانية بأنها ممارسة العملية الجنسية ثم سحب القضيب قبل الإنزال ليتم الإنزال خارج … ولقد وردت تفاصيل هذا المرض المقزز بالكتاب المقدس كما يلي :
   " فقال يهوذا لأونان ادخل على امرأة أخيك وتزوج بها وأقم نسلاً لأخيك . فعلم أونان أن النسل لا يكون له . فكان إذا دخل على امرأة أخيه أنه أفسد الأرض لكيلا يعطى نسلاً لأخيه " . ( سفر التثنية 38 : 8 - 10 ) . ويتضح كم تحايل مترجم الكتاب المقدس إلى اللغة العربية وتفتق ذهنه عن تعبير " أفسد على الأرض " ليعبر عن هذا المعنى المقزز المثير للاشمئزاز الوارد بالكتاب المقدس ، وتتمادى نصوص الكتاب المقدس في … لتجعل يهوذا ينكح ثامار أرملة أبنه لينجب منها توأماً ليأتي إنجيل متى بالعهد الجديد ليجعل من فارص وزارح ، التوأم ، ثمرة هذا النكاح المحرم الذي لا يجوز عقد زواج بين طرفيه ، هذا التوأم ، ثمرة هذا الزنى يدخله إنجيل متى بأول صفحة من صفحات العهد الجديد ضمن نسب المسيح عليه السلام فيما يزعمون . " ويهوذا ولد فارص وزارح من ثامار " . ( متّى 1 : 3 ) .

30- بولس :
لم يكن ( القديس ) بولس أحد الحواريين الاثني عشر ، بل كان يهودياً اسمه شاول ، وكان يضطهد المسيحيين الأوائل أشد الاضطهاد كما يعترف بذلك بنفسه . وبولس هو أكبر المتحمسين للمناداة بألوهية المسيح ولقد أثبت أنه من أقوى المروجين لألوهية المسيح تاثيراً . ومع أن بولس لم يكن من الحواريين إلا أنه كتب أكثر من نصف الإنجيل وحده . وترجع خطورة تأثير بولس إلى أنه قد روّج للمسيحية في عقر ديار الدولة الرومانية ، وقدم تسهيلات كثيرة للرومان لكي يتحولوا إلى المسيحية في عقر ديار الدولة الرومانية ، وقدّم تسهيلات كثيرة للرومان لكي يتحولوا إلى المسيحية : قدّم لهم المسيح عليه السلام لا كرسول بل كإنسان إله أو إله إنسان ، وهي صورة كانت مألوفة لدى الرومان الذين كانوا يتصورون الآلهة على صورة البشر ، ويمارسون حياتهم فوق قمم جبال الأولمب كما يمارس البشر حياتهم ، ولكن آلهة الرومان أقوى جسماً وأنشط قُوىً ويجري في عروقهم دم غير دم البشر مما يكفل لآلهة الرومان – فيما كان الرومان يعتقدون – الخلود والبقاء على قيد الحياة دون وفاة مهما طال الزمان : قدّم لهم بولس المسيح كإله إنسان وأباح لهم شرب الخمر وعدم ضرورة الختان : ونجح في استمالة أباطرة الرومان بالرغم من قتلة صلباً بأمر من الإمبراطور نيرون … ولكن تعاليمه لم تلبث أن لاقت رواجاً جعلت المؤرخين يعتبرون بولس وليس المسيح عيسى ابن مريم هو المؤسس الحقيقي للمسيحية . ويورد المؤلف نصاً حرفياً من إحدى رسائله الموجودة بالكتاب المقدس يفخر فيه بولس بأنه ماكر مخادع لئيم مخاتل إذ يقول : " فليكن . أنا لم أثقل عليكم لكن إذ كنت محتالاً أخذتكم بمكر " . ( رسالة بولس الثانية إلـى أهل كورنثوس 12 : 16 ) .

31- الخنزير :
من الواضح أن هذا الفهرس الذي عنونه المؤلف بعنوان عتاد الجهاد مرتب أبجدياً A,B,C… ولذلك وضع عنوان الخنازير في مكانه من حرف P التي تبدأ بها كلمة PIGS ولما كان المؤلف سيتكلم عن لحم الخنزير في مادة أخرى تبدأ بحرف S الذي تبدأ به كلمة SWINE التي تعني لحم الخنزير ، لذلك أحال المؤلف إلى ما كتبه تحت عنوان تلك الكلمة SWINE .
32- تعدد الزوجات :
كان لدى سليمان الحكيم ألف زوجة ومحيظة كما يثبت هذه الحقيقة نصوص الكتاب المقدس الآتية :
(أ) " أحبَّ الملك سليمان نساء غريبة كثيرة … " ( سفر الملوك الأول 11 : 1 ) .
ويقول : " وكانت له سبع مائة من النساء السيدات وثلاث مائة من السراري فأمالت نساؤه قلبه " . ( سفر الملوك الأول 11 : 3 ) .
وهكذا ، لم يكتفوا بإثبات عدد نسائه عليه السلام ومحظياته بل أضافوا رأيهم في نبي من أنبياء الله عليهم السلام . قالوا " فأمالت نساؤه قلبه " . ولست أدري ما إذا كان أي رجل في العالم يحب مثل هذا الوصف ! عندما يميل نساء الرجل قلبه يكون هذا انتقاصاً من الرجولة ، فما بالنا بالنبوة ؟ وأين عصمة الأنبياء . لا عصمة للأنبياء في الكتاب المقدس !
(ب) ولقد كان لسيدنا إبراهيم خليل الله أكثر من زوجة ، وكذلك كانت ليعقوب ( إسرائيل ) الجد الأعلى لبني إسرائيل ، أكثر من زوجة ، وكان لسيدنا داود أكثر من زوجة .
ويقول المؤلف : ولم توجّه كلمة لوم واحدة في الكتاب المقدس لهذه الحالات الواضحة من حالات تعدد الزوجات .

33- تنبؤات كاذبة وتهديدات فارغة :
(أ) قال الله لسيدنا آدم فيما ترويه التوراة : " وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها . لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت " . ( سفر التكوين 2 : 17 ) .
ولقـد أكل سيدنا آدم وأكلت أمنا حواء مـن شجرة معرفة الخير والشر ، وموتاً لم يموتا ...

ويناقضه قول التوراة :
(ب) " وكانت أيام آدم بعدما ولد شيئاً ثماني مائة سنة وولد بنين وبنات " . ( سفر التكوين 5 : 5 ) . وهذا النص قاطع الدلالة على كذب النبوءة الإلهية كما أوردتها التوراة في النص السابق ، ويدل هذا النص على أن آدم أكل من الشجرة التي نهاه الله عنها ولم يمت موتاً . لقد امتد العمر بآدم بعدها خمسة قرون .
(ج) ولقد كانت الحية التي اتخذ الشيطان هيئتها أكثر صدقاً من الله عندما أغرت حواء بالأكل من ذات الشجرة فقالت الحية لحواء على حد قول التوراة : " وأما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منه ولا تمساه لئلا تموتا . فقالت الحية للمرأة لن تموتا " . ( سفر التكوين 3 : 3 - 4 ) .

34- أنبياء ولكن عراة :
(أ) " وابتدأ نوح يكون فلاحاً وغرس كَرْماً . وشرب من الخمر فسكر وتعرى داخل خبائه " . ( سفر التكوين 9 : 20 - 21 ) .
(ب) " فخلع هو أيضاً ثيابه وتنبأ هو أيضاً أمام صموئيل وانطرح عرياناً ذلك النهار كله وكل الليل . لذلك يقولون أشاول أيضاً بين الأنبياء " . ( سفر صموئيل الأول 19 : 24 ) .
(ج) ولقد سخرت ميكال من تعري داود أمام نساء حاشيته وعبيده ، وإن الترجمة العربية للتوراة تعبر عن تعريه بلطف يكاد يخفيه حيث تقول إنه " تكشف أمام إماء عبيده " إلا أن تعريه وخلعه كل ملابسه أمام نساء عبيده وخدمه واضح في الترجمة الإنجليزية مما أثار حفيظة ميكال فقالت حسب رواية التوراة :
 " فخرجت ميكال بنت شاول لاستقبال داود وقالت ما كان أكرم ملك إسرائيل اليوم حيث تكشف اليوم أمام أعين إماء عبيده كما يتكشف أحد السفهاء " . ( سفر صموئيل الثاني 6 : 20 ) .
(د) " فقال الرب كما مشى عبدي إشعياء مُعَرى وحافياً ثلاث سنين آية وأعجوبة على مصر وعلى كوش . هكذا يسوق ملك آشور سبي مصر وجلاء كوش الفتيان والشيوخ عراة حفاة مكشوفي الاستاه خزياً لمصر " . ( سفر إشعياء 20 : 3 - 5 ) .
وإذا كان إشعياء قد ظل ثلاث سنين عرياناً وحافياً ، فما ذنب كوش وآشور ومصر ؟ هل ثمة إجابة معقولة ؟!
35- اغتصاب النساء :
أخ يغتصب أخته مع أنها محرمة عليه شرعاً :
(أ) " وقدّمت له ليأكل فأمسكها وقال لها تعالي اضطجعي معي يا أختي " ( صموئيل الثاني 13 : 11 ) – وبعده تقول التوراة : " فلم يشأ أن يسمع لصوتها بل تمكن منها وقهرها واضطجع معها " . ( صموئيل الثاني 13 : 14 ) … وهكذا يطلع التوراة الناس على كيفية اغتصاب واحد من أبناء نبي الله داود لأخته … ليتعلم الناس …
وابن يغتصب نساء أبيه :
(ب) " فنصبوا لأبشالوم الخيمة على السطح ودخل أبشالوم إلى سراري أبيه أمام جميع إسرائيل " . ( صموئيل الثاني 16 : 22 ) .

36- السبت :
جعلوا من يوم السبت يوم راحة لله فيا لهم من متعبين !
 " هو بيني وبين إسرائيل علامة إلى الأبد لأنه في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض وفي اليوم السابع استراح وتنفس " . ( سفر الخروج 31 : 17 ) .
وليقارن من يشاء جلال الله وعظمة قدرته سبحانه وتعالى إذ يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم :
( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) ([12]) .

37- سارة :
لم يُعْفِ الكتاب المقدس الله سبحانه وتعالى من شبهة الاتصال الجنسي فألصقوا هذه الشبهة به سبحانه وتعالى :
ولما تساءلت مريم عن كيفية حملها وولادتها أخبر الله مريم كيف سيحل عليها الروح القدس كما أوضح ذلك الكتاب المقدس بقوله :
(أ‌)    " فأجاب الملاك وقال لها . الروح القدس سيحل عليك ( ويتساءل هنا المؤلف قائلاً : السؤال هو : كيف ؟ ) وقوّة العلي تظللك ( ويتساءل المؤلف هنا قائلاً : وللمرة الثانية : كيف ؟ ) " ( لوقا 1 : 35 ) .
(ب) بينما نجد أن الاتصال بين سارة وبين الله سبحانه وتعالى كان اتصالاً مباشراً لكي تلد سارة إسحاق كما سجّل ذلك الكتاب المقدس .
 " وافتقد الرب سارة – ( هكذا افتقدها الله نفسه فأخذ يبحث عنها بنفسه ! ) كما قال . وفعل الرب لسارة كما تكلم . فحبلت سارة وولدت لإبراهيم ابناً في شيخوخته . في الوقت الذي تكلم الله عنه " . ( سفر التكوين 21 : 1 - 2 ) .

38- الرق والعبودية … بقرار إلهي :
 " وتستملكونهم لأبنائكم من بعدكم ميراث ملك . تستعبدونهم إلى الدهر . وأما إخوتكم بنو إسرائيل فلا يتسلط إنسان على أخيه بعنفٍ " . ( سفر اللاويين 25 : 46 ) .
ومن الواضح أنه ليس أوضح ولا أقطع من هذه النصوص نصوص توضح أن الكتاب المقدس قد كرّس الرق الأبدي والعبودية المستمرة والتمييز العنصري بين الأجناس في آن واحد فأضفـوا عليها الشرعية بتوصية صريحة مـن الكتاب المقدس . ويزعمون ما يزعمون !

39- اللواط :
يوضح الكتاب المقدس تفشي الجنسية المثلية بين المرأة والمرأة وبين الرجل والرجل ، فيقول : " الذين استبدلوا حق الله بالكذب واتقوا وعبدوا المخلوق دون الخالق الذي هو مبارك إلى الأبد آمين . لذلك أسلمهم الله إلى أهواء الهوان . لأن نساءهم استبدلن الاستعمال الطبيعي بالذي على خلاف الطبيعة . وكذلك الذكور أيضاً تاركين استعمال الأنثى الطبيعي اشتغلوا بشهوتهم بعضهم لبعض فاعلين الفحشاء ذكوراً بذكور ونائلين في أنفسهم جزاء ضلالهم المحق " . ( رسالة بولس إلى أهل رومية 1 : 25 - 27 ) … ونكتفي بأن نسأل : من هم الذين استبدلوا حق الله بالكذب واتقوا وعبدوا المخلوق دون الخالق بمعلومية أن اتقاء أو تقوى المخلوق هو الخوف من المخلوق ؟ . نأمل أن يساعد هذا الفهرس الذي يعتمد على نصوص الكتاب المقدس في الوصول إلى الإجابة الصحيحة .

40- أبناء الله :
ينسب الكتاب المقدس أطناناً من الأبناء ليكونوا أبناء الله في الكتاب المقدس :
(أ) ورد بالأصحاح الثالث من إنجيل لوقا خلال ذكره نسب المسيح عليه السلام إشارة صريحة إلى أن آدم ابن الله إذ يقول :
 " ابن أنوش بن شيث بن آدم ابن الله " . ( لوقا 3 : 38 ) . ولا عبرة بوضع ألف في بداية كلمة ابن أو حذفها إذ أن ذلك من مواضعات اللغة العربية . هل هذا متبع في اللغة الإنجليزية ؟ هل يحذفون حرف s من كلمة son إذا كانت البنوة على سبيل المجاز لا الحقيقة – كلا . وتلاعب مترجم الكتاب المقدس إلى العربية بألف كلمة ابن لا يجديه نفعاً لأنها من مواضعات وقواعد اللغة العربية تنفرد به ... وإلا ... فليقل لنا من يتعلل بهذه التعلة كيف يجيب لو كانت الترجمة الإنجليزية للكتاب المقدس هي المستخدمة وهي ( اللغة الإنجليزية ) تستخدم تعبير : son of Adam, son of God دون حذف لألف أو إضافة لألف ؟ وليتهم يعترفون أن الأبوة لله إنما هي على سبيل المجاز لا الحقيقة ليكون أبناء الله كأبناء السبيل كأبناء النيل !
(ب) " وحدث لما ابتدأ الناس يكثرون على الأرض وولد لهم بنات أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا " ( سفر التكوين 6 : 1 - 2 ) وأيضاً : " وبعد ذلك أيضاً إذ دخل بنو الله على بنات الناس وولدن لهم أولاداً " . ( سفر التكوين 6 : 4 ) .
(ج) " فنقول لفرعون هكذا يقول الرب . إسرائيل ابني البكر " . ( خروج 4 : 22 ) .
(د) يقول الرب : " لأني صرت لإسرائيل أباً وأفرايم هو بكري " . ( إرميا 31 : 9 ) .
ويتساءل المؤلف بملاحظة بالهامش السفلي : كيف يكون لله أكثر من ابن بكر ؟ هل آدم هو ابن الله البكر أم أفرايم ؟
ونسأل نحن : هل يكون الابن على سبيل المجاز بكراً أو غير بكر ؟
(هـ) الإشارة صريحة في الترجمة الإنجليزية للكتاب المقدس يتضح منها أن الله هو الذي يتكلم إلى سيدنا داود عليه السلام ، أمّا الترجمة العربية فإنها لا توضح ذلك ، بل تقول مباشرة : " إني أخبر من جهة قضاء الرب . قال لي ( الرب ) أنت ابني . أنا اليوم ولدتك . اسألني فأعطيك الأمم ميراثاً لك وأقاصي الأرض ملكاً لك " . ( مزامير 2 : 7 - 8 ) .
ومن ذا الذي يعطي الأمم ميراثاً .. ؟ مهما حاول مترجم الكتاب المقدس إلى العربية أن يخفي معالم نبوة داود لله في هذا النص فإنها واضحة فيما يقول النص على الرغم من محاولة إخفاء المعنى ليخفف غموضه من وقعه !

41- لحم الخنزير :
على الرغم من أن أصحاب الكتاب المقدس اليوم يأكلون لحم الخنزير بشراهة عجيبة مفضلين له عن معظم أنواع اللحوم ، وعلى الرغم من أنهم يعجبون من المسلمين ويسألونهم لماذا يحرم القرآن لحم الخنزير وهو لحم لذيذ مفيد ، ضاربين صفحاً عن أن الشياطين التي أخرجها يسوع من لجئون قد دخلت جسم الخنزير ولم تدخل أي جسم آخر من أجسام المخلوقات على وجه الأرض على حد رواية الكتاب المقدس ذاته : " فخرجت الشياطين عن الإنسان ودخلت في الخنازير " ( لوقا 8 : 33 ) ، على الرغم من كل ذلك نجد أن الكتاب المقدس به نصوص تحرم لحم الخنزير ، يورد منها المؤلف ما يلي :
(أ) " والخنزير . لأنه يشق ظلفاً ويقسمه ظلفين لكنه لا يجتر . فهو نجس لكم . من لحمها لا تأكلوا وجثثها لا تلمسوا . إنها نجسة لكم " . ( سفر اللاويين 11 : 7 - 8 ) .
(ب) ويخبرنا الكتاب المقدس أن يسوع قد أهلك 2000 خنزيراً ليشفي إنساناً واحداً ، كما يؤكد ذلك النص التالي :
 " فطلب إليه كل الشياطين قائلين أرسلنا إلى الخنازير لندخل فيها . فأذن لهم يسوع للوقت فخرجت الأرواح النجسة ودخلت الخنازير فاندفع القطيع من الجرف إلى البحر . وكان نحو ألفين . فاختنق البحر " . ( مرقس 5 : 12 : 14 ) .

42- البغاء :
انظر مادة إسرائيليات : عاهرات شبقات لتجد النصوص التي تكرس البغاء في الكتاب المقدس .

43- النساء :
النساء ممنوعات أن يفتحن أفواههن داخل الكنيسة : " لتصمت نساؤكم في الكنائس لأنه ليس مأذوناً لهن أن يتكلمن بل يخضعن كما يقول الناموس أيضاً . ولكن إن كن يردن أن يتعلمن شيئاً فليسألن رجالهن في البيت لأنه قبيح بالنساء أن تتكلم في كنيسة " . ( 1 كورنثوس 14 : 34 - 35 ) .

44- يعبد أم يسجد ؟ : إيمان بمعبود أم مجرد سجود ؟ :
يقول المؤلف إن كلمة " worship " الإنجليزية في نص من نصوص إنجيل مرقس تعني : يعبد . يقدس . يحترم كما هو الحال على سبيل المثال لا الحصر في النص القائل " فلما رأى يسوع من بعيد ركض وسجد له " ( مرقس 5 : 6 ) – وفعل worship ههنا يغلب عليه المعنى الحسي للسجود لا المعنى الذهني لعبادة الله من حيث الإيمان بالله سبحانه وتعالى عندما نقول نحن نعبد الله أن نؤمن به بصرف النظر عن آداء فرائض عبادته من صلاة أو صوم أو نحو ذلك . المعنيان الحسي والذهني موجودان لفعل worship ولشد ما تلاعب بهما أصحاب الكتاب المقدس . ومن ذلك ما جاء بإنجيل لوقا : " فلما رأى يسوع صرخ وخرّ له وقال بصوت عظيم مالي ومالك … " ( لوقا 8 : 28 ) .

( تم بحمد الله )









فهرس الكتاب

مقدمة المترجم
كيفية استخدام "عتاد الجهاد "
الإنجيل بمختلف اللغات
عتاد الجهاد للعلامة أحمد ديدات
1-     العرب وشبه الجزيرة العربية
2-     سيدنا إبراهيم
3-     خرافات غير معقولة
4-     الخمر
5-     قتل المرتد ولو كان من أقرب ذوي القربى
6-     أبناء الزنى
7-     الختان
8-     كثير من التناقض
9-     دواد نبي الله ، تشوه التوراة صورته
10-                الله وقد نَسَبَ إليه الكتاب المقدس صفات لا تتفق مع ما يجب لله من جلال وكمال
11-                التلاعب بالحروف اللاتينية عند كتابتهم لفظ الجلالة
12-                الله : وصفات متناقضة له عندهم
13-                ليس الله سبب الفوضى
14-                الله : صفات متناقضة
15-                الروح القدس
16-                نكاح المحرمات من الأقارب
17-                إسرائيليات : عاهرات شبقات
18-                إرمياء
19-                عيسى عليه السلام
20-                هل كان عيسى عليه السلام إلهاً معدوم القدرة ؟
21-                هل كان عيسى عليه السلام عُنْصُريّاً ؟
22-                أيطير المسيح عيسى عليه السلام في الجو كواحد من أبطال السينما ؟
23-                اليهود كشعب مارق التمرُّد غير مهتدٍ
24-                قطورة
25-                مذابح جماعية على أيدي اليهود
26-                ملكي صادق
27-                المسيح : ترجموها إلى الإنجليزية : كرايست Christ
28-                محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله
29-                الأونانية
30-                بولس
31-                الخنزير
32-                تعدد الزوجات
33-                تنبُؤات كاذبة وتهديدات فارغة
34-                أنبياء ولكن عراة
35-                اغتصاب النساء
36-                السبت
37-                سارة
38-                الرِّقّ والعبودية ... بقرار إلهي
39-                اللواط
40-                أبناء الله
41-                لحم الخنزير
42-                البغاء
43-                النساء
44-                يعبد أم يسجد ؟ : إيمان بمعبود أم مجرد سجود ؟
         فهرس الكتاب 



([1]) لا غرابة ولا غرو‍‍ ! لم تتوقف الحروب الصليبية ضد العالم الإسلامي بانتهاء هجوم النصارى على بلاد الإسلام بالشام ومصر إبّان العصور الوسطى ، ولكنها مستمرة ؛ ولقد ازدادت ضراوتها في أيامنا الراهنة بما لا يدع مجالاً لريب . ( المترجم ) .
([2]) أيّة عبرة وأية عظة في قول الإنجيل ، الكتاب المقدس ، عن ابنتي سيدنا لوط عليه السلام : " فسقتا أباهما خمراً في تلك الليلة ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها … " ( سفر التكوين 19 : 33 ) ألم يكن سيدنا لوط عليه السلام نبياً من أنبياء الله ؟ أهذه سنّة تتبع ؟ ولو كان ذلك قد حدث حقاً ووقع لنبي ، فماذا عساه أن يقع ويحدث للناس العاديين من غير الأنبياء ؟ لماذا مثل هذه الإثارة الجنسية في كتاب يزعمون أنه كتاب مقدس ؟ والصورة التي يقدمها القرآن الكريم لسيدنا لوط عليه السلام صورة مشرقة لائقة تنهى عن الفاحشة ، وإذ عصاه قومه وأصرّوا واستمروا في ممارسة الفاحشة ، دمدم عليهم ربهم بذنبهم فسوّاها .
([3]) للكلمة المطبوعة في كتاب سِحْرُها وتأثيرها على عامة الناس لمجرد أنهم يرونها مطبوعة في كتاب ! كثير من عامة الناس يظنون أن كل كلام مطبوع في كتاب صحيح لا مجال للخطأ به . كم من الناس يستطيعون تمحيص ما يطالعونه مطبوعاً في كتاب خصوصاً عندما يكون بالكتاب بقايا من كلام الله ، وبقايا من كلام أنبياء الله ورسله ، وكثير من كلام المزورين المحرفين ؟ إن هجوم المنصرين بالمطبوعات هجوم عاتٍ ضار ، يعتمد على الكم دون اهتمام بالمحتوى والكيف ، وهو يعتمد على أن معظم الناس ليست لديهم القدرة على التمحيص . معظم الناس يحترمون الكلمة المطبوعة ويتهمون قدرتهم على الفهم إن لم تكن مفهومة ، وهو ما يستغله المنصرون أسوأ استغلال مرددين قولتهم الشهيرة : " آمن ثم افهم " . أو قولتهم : " آمن تحدث لك المعجزات " ! ألم ينجح رؤساء الدين اليهودي في سوق عامة اليهود نحو صلب المسيح عليه السلام من جرّاء تُهَمٍ زائفة باطلة ؟ ( المترجم ) .
([4]) من هنا يبدأ محتوى كتاب " عتاد الجهاد COMBAT KIT " ، وتبدأ ترجمتنا العربية له . ولقد كانت الصفحات السابقة مقدمة من المترجم وتمهيداً من المؤلف . ( المترجم ) .
([5]) " النص الأصلي للمؤلف مثبت قرين الترجمة العربية . ولقد أضفنا النصوص التي يذكر المؤلف موضعها من الكتاب المقدس بين شولات ، وأشرنا إلى موضعها بوضوح . وفي حالة عدم ذكر المؤلف للنصوص أوردناها كاملة حتى نوفر على القارئ الكريم عناء البحث عنها . ويستطيع من يريد التحقق من صحتها مراجعة ذلك بالكتاب المقدس . كما أننا أضفنا تعليقات تزيد المعنى وضوحاً أو توضح مناسبة النصوص . " ( المترجم ) .
([6]) الركاكة أظهر من أن يشار إليها . المعنى المقصود يمكن التعبير عنه تعبيراً مستقيماً لو قلنا : " فأنا أغيظهم بشعب لا يكاد لانحطاطه في جاهليته أن يكون شعباً " . هل النص الأصلي بليغ فصيح حسن العبارة والصياغة كما ينبغي لكلام الله ؟ لا يجد الناس للأسف بأيديهم النص الأصلي ! الناس في طول الأرض وعرضها لا يجدون إلا ترجمة للكتاب المقدس ! ويتعبدون بها ! رغم كل ما يجوز أن يعرض لترجمة المترجم . ( المترجم ) .
([7]) هل يجوز أن يكذب سيدنا إبراهيم بين يدي ملك مصر " أبيمالك " مضحياً بشرفه من أجل إنقاذ حياته ؟ وهل كان النساء من قلة العدد في عهد سيدنا إبراهيم بحيث يتزوج الأخ أخته ليتزوج سيدنا إبراهيم من أخته لأبيه وليس لأمه ؟ ( المترجم ) .
([8]) هل أخذ سيدنا إبراهيم أرض كنعان أو أرض فلسطين كما وعده الله أم لم يأخذ ولا موطئ قدم كما أخبر الله ؟ وكيف تكون فلسطين ملكاً لأبناء إسحاق ، ابناء سارة دون أبناء إسماعيل كما يزعم الآن بنو إسرائيل والمتعصبون لهم ؟ إن سيدنا إسماعيل هو الابن البكر لسيدنا إبراهيم . والابن البكر حسب الشريعة اليهودية يرث أكثر من غير البكر ! ( المترجم ) .
([9]) ليس هذا شبيهاً بدابة الأرض التي ورد ذكرها بالقرآن الكريم : ( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتِنَا لا يُوقِنُونَ ) ( سورة النمل : 82 ) . إذ أن كلام دابة الأرض من علامات يوم القيامة إذ تتبدل الأرض غير الأرض وتتغير نواميس الطبيعة لقيام القيامة فهل قامت القيامة أم لم تحن ساعتها بعد ؟ ( المترجم ) .
([10]) ويزعمون أن المرأة المسلمة مظلومة بمقتضى شريعة القرآن الكريم . القرآن الكريم الذي أنقذ البنت من الوأد فور الولادة ولم تكن اليهودية ولا المسيحية قد حركت إصبعاً لتمنع وأد البنات ثم كفل الإسلام حقوقها كزوجة ثم كأم ، وحفظ لها كرامتها ما لم تجنح إلى نشوز . النشوز ، هو الذي يفقد المرأة حقوقها وكرامتها في الإسلام . وها هم أولاء يفرقون بين البنين والبنات منذ الولادة !
([11]) سورة مريم : 27 - 36 .
([12]) سورة البقرة : من الآية 255 .

0 commentaires:

إرسال تعليق