80-يوسف خطاب المتزمت اليهودي سابقاً



من اليهودية إلى الإسلام، قصة يوسف كوهين

القدس - نشرت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية تحقيقا مثيرا حول كيفية تحول احد اليهود القادمين من الولايات المتحدة إلى الإسلام بعد ان كان عضوا في حركة يهودية متزمتة.

ووفقا ليديعوت أحرونوت فإن يوسف كوهين كان من أتباع تيار يهودي متزمت يدعى"ساطمر" قبل ان ينضم إلى حركة "شاس" المتدينة، وقد قدم كوهين البالغ من العمر 34 عاما من الولايات المتحدة الأمريكية، وتأثر سريعا بأفكار حركة "شاس"
المتدينة.

بدأت طريق يوسف كوهين في حي بروكلين،حيث انضم هناك إلى أتباع "ساطمر" وتعرف على زوجته لونا كوهين عن طريق وسيط وانجبا اربعة ابناء هما ثمرة زواج مستمر منذ 12 عاما.

وقرر كوهين القدوم إلى إسرائيل عام 1998، حيث وصل وعائلته مباشرة إلى قطاع غزة، إلى مستوطنة "غادير" في مستوطنة "غوش قطيف"، إلا أنه ضاق ذرعا بالحياة في قطاع غزة التي لم تلائم ظروف عائلته حديثة العهد.

وعليه قرر الانتقال للسكن في "نتيفوت" الواقعة في جنوب إسرائيل، وبدأ كوهين من هناك بإجراء أول اتصالاته مع مسلمين، وفي مرحلة معينة قام كوهين بمراسلة رجال دين مسلمين عبر الانترنت، وبدأ في قراءة القرآن باللغة الانجليزية.

وفاجأ كوهين الجميع قبل بضعة شهور عندما أعلن إسلامه وغير اسمه ليصبح يوسف خطاب، وغيرت زوجته اسمها، وغيرت أسماء أولاده الذين يتعلمون اليوم في مدرسة إسلامية ويتحدثون اللغة العربية بطلاقة، وهو في مراحل متقدمة من تعلم اللغة العربية.

وبعد اعلان اسلامه انتقلت العائلة للسكن في حي جبل الطور في القدس الشرقية، وبدأ خطاب يعمل في جمعية اسلامية خيرية في المدينة.

ويرى يوسف خطاب ان حماس تمثل نهج الدين الإسلامي بالصورة الصحيحة ويقول "انها حركة سياسية أكثر منها دينية، لكنه يعارض العمليات الاستشهادية التي تقوم بها الحركة.

ويتهم خطاب السلطات الإسرائيلية بتضييق الخناق عليه بعد اعلانه لاسلامه ويقول" لدي مشاكل مع وزارة الداخلية ومع وزارة الأديان حيث لا تريد هذه الوزارة الاعتراف بإسلامي، وذلك على الرغم من أنني اسلمت في المحكمة الشرعية الخاضعة لقوانين دولة إسرائيل".

وبعد ان كان من مؤيديها اصبح خطاب ينتقد بشدة رجال حركة "شاس"ويقول أنه جاء إلى اسرائيل بسبب الحاخام عوفاديا يوسيف (الزعيم الروحي لشاس)، ويضيف أنه كان يكن التقدير للحاخام يوسيف، وقررت أن أسمي ابني على اسمه، إلا أنه غيره لعبد الله بعد اسلامه.

ويرى خطاب ان المسلمين يعانون من الظلم في كل مكان، وأن شارون يزيد بسياساته هذا الظلم الواقع عليهم، ويقول أن عرفات لا يمثل المسلمين، وهو حاكم مؤقت سيتغير مع الوقت.

ولا يخفي خطاب تضامنه كمسلم مع تنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن، ويقول أنه يكفي أن نرى الوضع الذي يعيشه المسلمين من أجل أن أتفهمهم.

وبالنسبة لرؤيته حول للشرق الأوسط يقول خطاب ان الهدف الأول هو إقامة دولة فلسطينية على أكبر مساحة ممكنة.

وهذا مقال عنه نشرته جريدة هآرتس الإسرائيلية:- روني شافير - هارتس

يوسف خطاب ... من شاس إلى حماس

يوسف خطاب هو شاب مسلم متدين يبلغ من العمر 36 عاماً كان اسمه حتى قبل عام واحد يوسف كوهين وكان يهودياً متشدداًوعضو في حركة شاس اليهودية المتعصبة وكان شديد الإعجاب بزعيم تلك الحركة يوسف عوفاديا.

يوسف خطاب من مواليد الولايات المتحدة الأميركية وقد هاجر قبل أربعة أعوام إلى إسرائيل وكان يحلم كغيره من الذين يعيشون خارج إسرائيل بالهجرة إليها والعيش في ظلال دولة الديمقراطية والقانون التي يروج لها حكام إسرائيل وعاش في منطقة نتيفوت وأطلق على ابنه الأصغر اسم عوفاديا إعجاباً بالحاخام المتطرف عوفاديا يوسف زعيم حركة شاس اليهودية المتطرفة وألحق أبناءه بشبكة التعليم التوراتي والتحق بالعمل في إدارة تابعة للقطاع الديني اليهودي.

بعد أن استقر يوسف خطاب في إسرائيل ورأى أن ما يروجه الإعلام الغربي واليهودي عن إسرائيل ما هو إلا أكذوبة ورأى بنفسه ما ترتكبه إسرائيل من مجازر ضد الشعب الفلسطيني بدأ يشعر بالكراهية لليهود والإسرائيليين وقرر هو وزوجته وأبنائه اعتناق الإسلام وتغيير أسماء أبنائه بأسماء إسلامية.

ترجع أسباب إسلام يوسف خطاب إلى دردشة عن طريق الإنترنت مع أحد علماء الدين الإسلامي حيث فتحا أبواباً للنقاش وتبادل الآراء وكلما ازدادا تعمقاً في نقاشاتهما ازداد يوسف خطاب تعلقاً بالرجل ورغبة في معرفة المزيد عن الإسلام والدين الإسلامي ، وعرف خطاب في ما بعد أن صديقه إمام مسجد في إحدى الدول الخليجية ، وأهداه نسخة من المصحف الشريف لكنه أخفاها عن زوجته.

استمرت علاقة يوسف خطاب بصديقه المسلم وازدادا قرباً وصداقة وزاد تعمق يوسف خطاب في الدين الإسلامي وفي نهاية المطاف أرسله صديقه المسلم إلى بعض علماء الدين الإسلامي في القدس الشرقية الذين عاونوه على فهم المزيد عن الإسلام وكان لهم دور كبير في اقتناعه بضرورة اعتناق الدين الإسلامي.

بعد ذلك صارح يوسف خطاب زوجته باعتناقه الإسلام وترك لها حرية الاختيار وإن كان يتمنى أن تعتنقه هي بدورها وأوضح لهاعظمة الإسلام ومزاياه ، ومن جانبها طلبت هي فترة من الوقت حتى تتعرف هي بدورها على الإسلام وبدأت في دراسة الدين الإسلامي وفي نهاية المطاف اقتنعت بضرورة اعتناق الإسلام وأكدت أن ذلك قد تم بكامل إرادتها ودون أية ضغوط من جانب زوجها.
صورة يوسف خطاب وأسرته بعد اعتناق الإسلام

بعد ذلك أخذ يوسف خطاب زوجته وأبناءه الأربعة إلى المحكمة الشرعية بالقدس الشرقية وهناك أعلنوا إسلامهم وانتقلوا للعيش في قرية الطور العربية الواقعة بالضفة الشرقية وغيَّر اسمه من يوسف كوهين إلى يوسف خطاب وغير اسم ابنه الأكبر من عزرا إلى عبد العزيز وابنته من حيدة إلى حسيبة وابنه الأوسط من رحمايم إلى عبد المجيد وابنه الأصغر من عوفاديا إلى عبد الله وكان ذلك حدثاً غير عادي إذ أنها المرة الأولى التي تعتنق فيها أسرة يهودية بأكملها الدين الإسلامي.

بعد إسلامه صار يوسف خطاب يرتدي الزي العربي التقليدي والتحق بالعمل في إحدى الجمعيات الخيرية الإسلامية وارتدت زوجته الحجاب وصارت بدورها تحرص على أداء الصلوات وسائر العبادات الإسلامية وألحق أولاده بالمدارس الإسلامية وصار أبناؤه يتحدثون اللغة العربية بطلاقة.
بمرور الأيام تحول كوهين إلى خطاب وصار يعرب بصراحة عن كراهيته لليهود واستنكاره لما يلحق بالفلسطينيين من ظلمٍ واضطهاد على يد اليهود وصار يؤيد العمليات الفدائية التي يقوم بها الفلسطينيون ويرى أن ممارسات إسرائيل الوحشية هي التي تدفع الفلسطينيين إلى القيام بتلك العمليات.

وهذا مقال من الجزيرة كتبته من القدس مني جبران:-

اعتناق يهودي الإسلام يثير ضجة كبيرة بإسرائيل

كان كوهن الإسرائيلي يهوديا من مجموعة الأشكيناز أي اليهود القادمين من الغرب وكان يعرف الدين اليهودي بشكل جيد لكن القدر قاده إلى خوض تجربة مثيرة للتعرف على الإسلام من خلال محادثة على "غرف الشات" بالإنترنت التي كانت تشرف عليها منظمة شاس اليهودية الدينية المتطرفة.

وهكذا بقي كوهن على مدى عامين على اتصال مع "أخ" مسلم يدعى محمد من السعودية كان يحدثه عن التوحيد والربوبية وغير ذلك. ومن ثمة قام بإجراء مقارنة بين العقيدتين اليهودية والإسلامية كما اطلع على ترجمات لمعاني القرآن الكريم باللغة الإنجليزية وهنا قرر اعتناق الإسلام واختار اسم يوسف بدل كوهن.

وقد أثار قرار يوسف خطاب وزوجته وأطفاله اعتناق الإسلام زوبعة في المحافل الدينية اليهودية خاصة في أوساط حركة شاس التي كان ينتمي إليها. واعتبر أحد الإسرائيليين من حركة شاس الدينية أن ما قام به يوسف ضرب من الجنون ويجب معالجته وذلك بوضع هذا الشخص في مستشفى الأمراض العقلية.

معاناة :
فبعد معاناة طويلة وصعبة دامت زهاء عامين ونصف تمكن يوسف من تغيير ديانته وتسجيلها رسميا في بطاقة هويته. وخلال هذه المدة حرم من دخول دور العبادة الإسلامية لأنه كان مازال يعتبر يهودي الديانة رسميا وكذلك الحال بالنسبة لزوجته وأولاده الذين شجعوه على اختياره واعتنقوا الإسلام مثله.

كما واجه يوسف مشكلة أخرى تمثلت في انتقاله من بيئة يهودية إلى أخرى إسلامية ومن يهودي متطرف إلى إسلامي فلسطيني حيث ساوره تخوف كبير من أن المجتمع الإسلامي الفلسطيني لن يرحب به أو لن يستقبله بشكل حسن.

أما المشكلة الأخرى فقد تمثلت في بني دينه الذين لم يتفهموا قراره وقاموا بين الحين والآخر بمضايقته عن قراره. كما تقوم الشرطة الإسرائيلية بإزعاجه في بيته الجديد.


تمسك بالإسلام :
ويؤكد يوسف -المسلم الجديد- أن أولاده وزوجته متمسكون بشكل جيد بشعائر الإسلام. أما والداه فما زالا على الديانة اليهودية وهما -حسب قوله- سبب تحريض الشرطة واليهود المتدينين الآخرين عليه وعلى زوجته وأولاده.

وقد اضطر يوسف -الأميركي الأصل الذي وصل إلى إسرائيل مع المهاجرين الجدد- للانتقال إلى السكن في القدس الشرقية بعد أن كان يسكن في مستوطنة غوش قطيف بقطاع غزة.

وبات أفراد عائلة يوسف خطاب يحملون أسماء عربية هي الأم قمر محمد خطاب بدل (لونا) وعبد الرحمن الابن الأكبر بدل (شالوم رحاميم), حسيبة (احتفظت بنفس الاسم) وعبد العزيز بدل (عزرا) وعبد الله بدل (عوفاديا).

ورغم أن القانون الإسرائيلي يسمح بحرية الأديان ويعطي للمواطن حق اعتناق الدين الذي يرغب فيه إلا أن إسلام يوسف قوبل من قبل الإسرائيليين بالرفض والتساؤل والشتم والتعجب والسخرية والخوف من اعتناق إسرائيليين آخرين للدين الإسلامي.

وقالت المحامية دينا شبلي التي رافعت عن قضية يوسف إنها توجهت إلى المسؤولين في وزارتي الداخلية والأديان بكتاب خطي يشرح تفاصيل القضية ويعرض حقيقة اعتناق عائلة خطاب للإسلام.

وأمام تماطل وزارة الأديان في الرد توجهت شبلي لوزارة العدل مما أدى إلى تراجع وزارة الأديان عن موقفها وأصدرت شهادات تغير ديانة يوسف وأفراد عائلته جميعا وأقدمت بعدها وزارة الداخلية على تغيير ديانة خطاب وعائلته في سجل السكان وتغيير أسمائهم العبرية إلى عربية.


0 commentaires:

إرسال تعليق