قصة الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه


قصة الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه.

الذي ظل يبحث عن الحقيقة سنوات حتي وصل اليها.أتركك مع قصته العظيمة..

قصة اسلامه مجموعة مواقف للبحث عن الحق،تترفع عن المال والجاه بل تصل إلي موقف لا نعلم له مثيلاً حيث يفقد حريته ويباع عبداً ويعمل خادماً..كل ذلك كي يحقق هدفاً إيمانياً يرضي الله به، ويحظي فيه بلقاء خاتم الأنبياء والمرسلين.


نشأته:
ففي صحيح البخاري عن سلمان الفارسي: أنه تداوله بضعة عشر من رب إلي رب..وتفيض كتب السيرة بقصة إسلام ذلك الصحابي الباحث عن الحق (راجع الروض الأنف -1-247 والسيرة الحلبية -1-303-والسيرة النبوية لإبن كثير -1-296)وفي صحيح البخاري أنه من رامهرمز وفي رواية: ولدت برامهرمز وبها نشأت وأما أبي فمن أصبهان..

وكان أبوه مجوسياً له في المجوسية قدم حتي صار دهقان قريته أي كبير أهل القرية.وجعل ابنه يجتهد في المجوسية حتي كان قطن النار أي الخادم الذي يقودها(بفتح القاف وكسر الطاء)..
وذات يوم أرسله والده إلي ضيعة له يتولي شؤؤنها فمر بكنيسة وسمع أصوات المصلين بها فأعجبته صلاتهم وقال: هذا والله خير من الدين الذي نحن عليه. ثم عاد إلي أبيه عشاء دون أن يعمل شيئاً في الضيعة وقص عليه ماحدث، فخاف الرجل علي ولده أن يترك دين أبائه فجعل في رجله قيداً وحبسه في بيته.

صلته بالنصرانية:

لكن العقل الباحث عن الحقيقة يرفض القيد حسياً كان أو معنوياً ويتحين الفرص ويذهب مع وفد من أهل الشام يسل عن أفضل أهل هذا الدين علماً..فدلوه علي أسقف في كنيسة،فجاءه يتعلم منه ويصلي معه، ويشاء الله أن يكون هذا الأسقف ممن أشار إليهم القرآن الكريم في قوله: }إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله{
]التوبة: 34[. يقول سلمان (فدخلت معه,فكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها،فإذا جمعوا له شيئاً كنزه لنفسه ولم يعطه المساكين، حتي جمع سبع قلا ذهب وورق،وأبغضته بغضاً شديداً لما رأيته يصنع)..ويموت هذا الراهب ويخلفه آخر علي النقيض منه، زاهداًَ في الدنيا، راغباً في الآخرة ، دائباً في العبادة، ويظل معه سلمان ويحبه حباً شديداً، ويقيم معه زماناً حتي تحضره الوفاة، فاستشاره سلمان بمن يلحق بعده، فأوصي به إلي رجل من "نصيبين". ذهب سلمان إلي "نصيبين" فوجد صاحبه خير رجل، وما لبث أن نزل به الموت فأوصي به إلي رجل ب"عمورية" من أرض الروم ، وأقام عنده سلمان، واستقر به المقام، واكتسب بقرات وغنماً يرعي بها..ومرة أخري نزل بالرجل أمر الله، فسأله سلمان :إلي من توصي بي؟ وبم تأمرني؟..قال صاحب "عمورية" : أي بني، والله ما أعلم أصبح أحد علي مثل ما كنا عليه من الناس آمرك ن تأتيه، ولكنه قد أظل زمان نبي مبعوث بدين إبراهيم، يخرج بأرض العرب، مهاجره إلي أرض بين حرتين، بينهما نخل ، به علامات لا تخفي، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ،بين كتفيه خاتم النبوة..فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل..!!

وصوله إلي يثرب:

ومات الرجل، ومكث سلمان بعمورية ما شاء الله أن يمكث، ثم مر به نفر من تجار العرب فقال لهم: احملوني إلي أرض العرب وأعطيكم بقراتي هذه وغنمي هذه..وحمله التجار حتي إذا بلغوا وادي القري (مكان قريب من المدينة) طلموه فباعوه عبداً لرجل يهودي، ويشاء الله أن يأتي ابن عم لهذا اليهودي من بني قريظة فيبتاع سلمان منه ويحمله إلي يثرب..
يقول سلمان: "فوالله ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها بصفة صاحبي لها، فأقمت بها، وبُعث رسول الله صلي الله عليه وسلم، فأقام بمكة ما أقام ولا أسمع له بذكر مما أنا فيه من شغل الرق، ثم هاجر إلي المدينة. فوالله إني لفي رأس عذق (النخلة) لسيدي أعمل فيه بعض العمل ،وسيدي جالس تحتي،إذ أقبل ابن عم له حتي وقف عليه وقال: يا فلان،قاتل الله بني قيلة (الأنصار نسبة ِإلي أمهم قيلة بنت كاهل)، والله إنهم لمجتمعون الآن بقباء علي رجل قدم من مكة اليوم يزعمون أنه نبي..!!
فلما سمعتها أخذتني الرعدة حتي ظننت أني ساقط علي سيدي، فنزلت عن النخلة، فجعلت أقول لإبن عمه: ماذا تقول؟ ماذا تقول؟
فغضب سيدي فلكمني لكمة شديدة ثم قال:مالك ولهذا؟! أقبل علي عملك."
البحث عن البشارات:

هنا تبدأ مرحلة تحقيق وتثبت في حياة سلمان الدينية، ويراوده الأمل في قرب الوصول ويحاول أن يستكشف الوصايا الثلاث التي حملها عن أسقف عمورية..
يقول سلمان:
"وقد كان عندي شئ قد جمعته،فلما أمسيت أخذته ثم ذهبت به إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو بقباء، فدخلت عليه فقلت له: إنه قد بلغني أنك رجل صالح،ومعك أصحاب غرباء ذوو حاجة، وهذا شئ كان عندي للصدقة، فرأئتكم أحق به من غيركم..
فقربته إليه..فقل رسول الله صلي الله عليه وسلم لأصحابه : كلوا، وأمسك يده فلم يأكل.
فقلت في نفسي هذه واحدة..!!
ثم انصرفتُ عنه فجمعت شيئاً، وتحول رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي المدينة ،ثم جئته فقلت له، إني قد رأيتك لا تأكل الصدقة، وهذه هدية أكرمتك بها.
فأكل رسول الله صلي الله عليه وسلم منها وأمر أصحابه فأكلوا معه.
فقلت في نفسي : هاتان ثنتان..!!
ثم جئت رسول الله صلي الله عليه وسلم ببقيع الغرقد، وقد تبع جنازة رجل من أصحابه، وعليه شملتان، وهو جالس في أصحابه، فسلمت عليه ثم استدبرته انظر إلي ظهره، هل  أري الخاتم الذي وصف لي صاحبي؟!..
 (ذكر الإمام السهيلي مجموعة روايات في خاتم النبوة منها أنه كان كأثر المحجمة يعني أثر المحجم القابضة علي اللحم حتي يكون ناتئاً وفي الخبر أنه كان حوله خيلان فيها شعرات سود، وقيل كالتفاحة أو بيضة الحمامة أو ركبة العنزة.ويقع الخاتم بين كتفي النبي صلي الله عليه وسلم عند أعلي منقظع الغضروف في الكتف –الروض الأنف 1-206)
فلما رآني رسول الله صلي االله عليه وسلم استدبرته عرف أن استثبت في شئ وُصف لي فألقي رداءه عن ظهره فنظرت إلي الخاتم فعرفته، فأكببت عليه أقبله وأبكي..
فقال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم: تحول.فتحولت بين يديه فقصصت عليه حديثي.."

من أهل البيت:

شغل سلمان الرق حتي فاته مع الرسول الكريم بدر وأحد.
ما الحل إذن؟
كيف يتخلص من الرق، ويخلص للإسلام، ويصفو قلبه من هموم الحياة المادية.
أشار عليه النبي صلي الله عليه وسلم أن يكاتب سيده،فكاتبه علي ثلاثمائة نخلة يغرسها له وأربعين أوقية من ذهب.
وشارك المسلمون في أداء هذا الدين عن سلمان، فأحضروا له النخل وحفروا معه أماكنها وقدم رسول الله صلي الله عليه وسلم ووضعه بيده الشريفة وعُتق سلمان.وكانت أول مشاهده غزوة الأحزاب وأشار علي المسلمين بحفر الخندق حول المدينة وحين قسم الرسول حفر الخندق بين الصحابة والأنصار قال الأنصار:سلمان منا وقال المهاجرون: سلمان منا.

فقال عليه الصلاة والسلام: سلمان منا أهل البيت.!!

0 commentaires:

إرسال تعليق